مقدّمة

لا شك في أهمية المصطلح في التخاطب والتفاهم بين الناس، وأهمية تحديد مدلوله ومحتواه، خصوصاً إذا كان في المنظومة الفكرية والعقائدية، فهو يسهّل تحديد مقصود المتكلّم والمُحاور للقارئ، كما له أهمية وافرة في الوصول إلى العقيدة الحقّة، أو الحكم الصحيح عند الاستدلال الفقهي مثلاً، فهو قالب للمفهوم، ولا بدّ من تحديده ابتعاداً عن فوضى المفاهيم، وتأصيلاً للمفاهيم الفكرية والعقائدية.

ونجد في القرآن الكريم حشداً من المصطلحات يحسن ويجدر الاهتمام بها وتسليط الضوء عليها؛ لما يترتب على ذلك من الفوائد الجمّة والخير العميم؛ فالقرآن الكريم هو المصدر الأساس الذي يشكّل قاعدة الفهم المعرفي والعقائدي لفكرنا الإسلامي، ومائدة ثرّة في الفكر والمعرفة والفقه والتربية والأخلاق.

ومن المصطلحات التي احتلّت مكاناً متميّزاً في إرثنا الفكري والعقائدي مصطلح الأسباط والسبط، فقد ورد في القرآن الكريم في موارد عدّة، وكذلك في الروايات الشريفة.

ومن الواضح أهمية هذا المصطلح ودلالاته، ودوره المتميّز في المنظومة العقائدية، فهو يتضمّن دلالة على الولاية بالمعنى الأخص.

والحديث «حسين سبط من الأسباط» حديث متواتر نقله الثقات، ورواه الفريقان في عدّة مصادر، وقد اختلف العلماء والباحثون في المراد منه، كما اختلفوا في المراد من الأسباط في القرآن الكريم، وننبه على أنّ كلمة السبط في الروايات الشريفة أُطلقت على الإمام الحسين(عليه السلام) على انفراد في الأغلب، وبمعية الإمام الحسن(عليه السلام) في موارد أُخرى، بل أشارت بعض الروايات إلى انطباق اللفظ على الإمام علي(عليه السلام) كما سيأتي، ولم يُوصف غيرهم من أصحاب النبي الأكرم(صلى الله عليه واله) بذلك؛ ممّا يدل على خصوصيته لهم(عليهم السلام) .

وسنحاول باختصار استعراض ما ورد بخصوص لفظ السبط والأسباط في القرآن الكريم، والمعاني المرادة منه، وأقوال العلماء والمفسّرين، بعد تبيان المراد من المصطلح لغةً، ثمّ سنعقّب بما ورد بخصوص الإمام الحسين(عليه السلام) في الحديث الشريف؛ لنحاول الخروج بالمراد من إطلاق لفظ السبط على الإمام الحسين(عليه السلام) في السنّة المطهّرة، وسنذكر ذلك في مباحث:

أوّلاً: الأسباط في القرآن الكريم

جاء ذكر لفظ الأسباط في عدّة مواضع من الكتاب الكريم، ولم يرد لفظ السبط في القرآن الكريم. نعم، ورد ذلك في الأحاديث النبوية الشريفة، وأحاديث الأئمّة(عليهم السلام) ، وذُكرِت كلمة (الأسباط) في القرآن الكريم ـ معرَّفة بالألف واللام ـ أربع مرّات، مرّتان في سورة البقرة، وثالثة في سورة آل عمران، ورابعة في سورة النساء، وكلّها سور مدنية، كما أنّها جاءت على شكل نکرة ـ من دون(ال) ـ مرّة واحدة في سورة الأعراف(وهي سورة مكية ما عدا الآية 163)، والآيات هي:

1ـ(قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)^{^[1]}.

2ـ(أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَـقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)^{^[2]}.

3ـ(قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)^{^[3]}.

4ـ(إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا)^{^[4]}.

5ـ(وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)^{^[5]}.

ويمكن الاستنتاج مما تقدّم من الآيات الكريمة ما يلي:

إنّ الله أوحى إلى الأسباط كما أوحى إلى سائر الأنبياء(عليهم السلام) ، فذكرهم مع الأنبياء، والوحي إليهم ظاهره اعتبارهم من الأنبياء.

الإيمان الكامل بما أُنزل عليهم وعلى الأنبياء والرسل، وعدم التفرقة بينهم.

نفي كون الأسباط هوداً أو نصارى، وإنّهم أتوا بعد يعقوب وقبل موسى وعيسى(عليهم السلام) .

تكرر ذكر كلمة الأسباط في الآيات الكريمة أعلاه ملحَقة بذكر يعقوب؛ يوحي بأنّ لهم صلة انتساب وقرابة به.

أسباط بني إسرائيل اثنا عشر سبطاً، وهم النقباء.

ثانياً: السبط والأسباط في اللغة

ذكر علماء اللغة للسبط(بكسر السين) عدّة معانٍ:

المعنى الأول: الولد أو ولد الولد أو البنت، وتغلّب على ولد البنت. قال الراغب الإصفهاني(ت502هـ): «والسّبط: ولد الولد»^{^[6]}.

وقال ابن الأثير (ت606هـ): «وقيل الأسباط خاصّة: الأولاد. وقيل: أولاد الأولاد، وقيل: أولاد البنات»^{^[7]}.

وقال ابن منظور (ت711هـ): «السبط والسبطان والأسباط خاصّة: الأولاد والمُصَاصُ منهم [الأصيل منهم]. وقيل: السبط: واحد الأسباط، وهو ولد الولد. [وقال] ابن سِيده: السبط: ولد الابن والابنة»^{^[8]}.

المعنى الثاني: القبيلة، قال الفراهيدي(ت170هـ): «والسِّبْط من أسباط اليهود بمنزلة القبيلة من قبائل العرب»^{^[9]}.

وقال الطبرسي(ت548هـ): «قال الزجاج: السبط: الجماعة يرجعون إلى أب واحد... ومن ثَمّ قيل لوِلْد يعقوب: أسباط»^{^[10]}.

وقال ابن منظور (ت711هـ): «والسبط من اليهود كالقبيلة من العرب، وهم الذين يرجعون إلى أب واحد، سُمّي سبطاً ليفرق بين ولد إسماعيل وولد إسحاق»^{^[11]}.

وقد ذهب بعضٌ ـ كالسيوطي(ت911هـ)^{^[12]} ـ إلى أنّ مفردة(سبط) دخيلة وليس عربية؛ لورودها بمعية أسماء عبرية، ومثلها كثير في العهد القديم.

ثالثاً: الأسباط في التفسير

وقع اختلاف في كتب التفسير في المراد من الأسباط الذين ذُكروا في القرآن الكريم، وما هو معناها ومصداقها الخارجي؟

هناك عدّة أقوال:

القول الأول: الأسباط هم أولاد يعقوب (عليه السلام).

قال الشيخ الطبرسي(ت548هـ): «والأسباط وهم أولاد يعقوب»^{^[13]}.

وقال محمد رشيد رضا (ت1354هـ): «والمشهور عند المفسّرين أن الأسباط هم أولاد يعقوب»^{^[14]}.

القول الثاني: هم طوائف بني إسرائيل من أولاد يعقوب الاثني عشر.

قال السجستاني (ت330هـ): «الأسباط: في بني يعقوب كالقبائل في بني إسماعِيل، واحدهم: سبط، وهم اثنا عشر سبطاً من اثني عشر ولداً ليعقوب»^{^[15]}. وقريب منه ما في مجمع البيان والتفسير الكبير^{^[16]}.

وأشار العلّامة الطباطبائي (ت1402هـ) إلى هذا القول بأنّ «الأسباط في بني إسرائيل كالقبائل في بني إسماعيل، والسبط كالقبيلة الجماعة يجتمعون على أب واحد... فإن كان المراد بالأسباط الأُمم والأقوام فنسبة الإنزال إليهم لاشتمالهم على أنبياء من سبطهم»^{^[17]}.

وقد ذكر صاحب الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل أنّ «المقصود من الأسباط ـ إذن ـ ليس أبناء يعقوب، فهؤلاء ارتكبوا جميعاً ذنباً بحقّ أخيهم ولا يصلحون للنبوّة، بل المقصود قبائل بني إسرائيل، أو أحفاد يعقوب ممّن كان لهم أنبياء، ولما كان بين هؤلاء الأسباط أنبياء، فالآية عدتهم بين أولئك الذين نزلت عليهم آيات الله»^{^[18]}.

ويؤيد ما تقدّم ما في المفردات للراغب الإصفهاني(ت502هـ): «(وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ)، أي: قبائل، كلّ قبيلة من نسل رجلٍ»^{^[19]}.

القول الثالث: المراد بالأسباط الأشخاص الذين كانوا أنبياء، أُنزل إليهم الوحي من ذرية يعقوب(عليه السلام) ، أو من أسباط بني إسرائيل كداوود، وسليمان، ويونس، وأيوب (عليهم السلام) ، وغيرهم.

قال العلاّمة الطباطبائي (ت1402هـ): «... وإن كان المراد بالأسباط الأشخاص كانوا أنبياء أُنزل إليهم الوحي، وليسوا بإخوة يوسف لعدم كونهم أنبياء، ونظير الآية قوله تعالى:(وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى)^{^[20]}»^{^[21]}.

القول الرابع: لفظ دالّ على نبي أو رسول، أي: اسم علم مفرد جاء اسمه على وزن الجمع، وقد يُؤيّد ذلك بما يلي:

1ـ الألفاظ التي تسبقه أو تأتي بعده بأجمعها من الأعلام.

2ـ تسمية بعض الأعلام بأسباط، كأسباط بن واصل الشيباني(المتوفّى نحو 138هـ)، وأسباط بن نصر الهمداني(ت170هـ)، وأسباط بن محمد بن عبد الرحمن القرشي(ت200هـ)، وأسباط بن سالم الكوفي(ق2)، وأسباط بن عروة البصري(ق2)، وأسباط بن محمد بن عمرو القرشي(ق2)، وأسباط أبو اليسع البصري(ق2)، وأسباط بن يزيد بن أسباط المخزومي(ت392هـ).

رابعاً: الأسباط ونقباء بني إسرائيل

قال تعالى:(وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا)^{^[22]}. قال الراغب(ت502هـ): «والنقيب: الباحث عن القوم وعن أحوالهم، وجمعه نقباء، قال:(اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا)»^{^[23]}.

وقال في تفسير الميزان تعليقاً على الآية الشريفة: «والله سبحانه يقصّ على المؤمنين من هذه الأُمّة ما جرى على بني إسرائيل من إحكام دينهم، وتثبيت أمرهم بأخذ الميثاق، وبعث النقباء، وإبلاغ البيان، وإتمام الحجة، ثمّ ما قابلوه به من نقض الميثاق، وما قابلهم به الله سبحانه من اللعن وتقسية القلوب وغير ذلك، فقال:(وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ)، وهو الذي يذكره كثيراً في سورة البقرة وغيرها،(وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا)، والظاهر أنّهم رؤساء الأسباط الاثني عشر، كانوا كالولاة عليهم يتولّون أُمورهم، فنِسبتُهم إلى أسباطهم بوجه كنسبة أولي الأمر إلى الأفراد في هذه الأُمّة، لهم المرجعية في أُمور الدين والدنيا»^{^[24]}.

خامساً: حديث (حسين سبط من الأسباط)

نُقل هذا الحديث في مصادرنا ومصادر مدرسة الجمهور، وهو من الأحاديث المسلّم بها بين الفريقين، فقد ورد مسنداً عن يعلى بن مرّة العامري أنّ رسول الله(صلى الله عليه واله) قال: «حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله مَن أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط»^{^[25]}.

جاء في لسان العرب: «الحسين سبط من الأسباط، أي: أُمّة من الأُمم في الخير»^{^[26]}. أي: هو بمنزلة الأُمّة في الخير.

وقال صاحب غاية المأمول: «والمراد هنا أنّ الحسين(عليه السلام) في أخلاقه وأعماله الصالحة في دنياه كأُمّة صالحة، كقوله تعالى:(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)^{^[27]}، ويُبعث الحسين في الآخرة له شأن وجاه عظيم، كأُمّة ذات شأن عظيم، ونفس هذا الكلام يأتي في الإمام الحسن(عليه السلام) ؛ لما قدّمناه من أنّ بعض المصادر نقلت: الحسن والحسين سبطان من الأسباط»^{^[28]}.

وقال ابن الأثير في النهاية: «الحسين سبط من الأسباط، أي: أُمّة من الأُمم في الخير، والأسباط في أولاد إسحاق بن إبراهيم الخليل بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل، واحدهم سبط، فهو واقع على الأُمّة، والأُمّة واقعة عليه، ومنه الحديث الآخر: الحسن والحسين سبطا رسول الله(صلى الله عليه واله) ، أي: طائفتان وقطعتان منه»^{^[29]}.

وقال الآلوسي(ت1270هـ): «وقيل للحسنين: سبطا رسول الله(صلّى الله عليه وسلّم)؛ لانتشار ذرّيتهم»^{^[30]}.

ومن الواضح أنّ النبي(صلى الله عليه واله) لا يُريد بهذا الحديث الرابطة النَّسبية بينه وبين الحسين (عليه السلام) ، بل المقصود ما هو أبعد من ذلك، كوحدة المنهج والهدف، والروح الرسالية التي يحملها الحسين(عليه السلام) في سبيل إرساء رسالة الله، والحفاظ على أُصولها، والتي تهدف إلى إصلاح الإنسان، وتخليصه من مستنقعات الجهل والظلام، والرُّقي به نحو سُلّم الكمال، والوصاية على تطبيق الرسالة، والمحافظة عليها من الانحراف.

وقد وردت مجموعة أُخرى من الأحاديث تصرّح أنّ الحسن والحسين سبطان من الأسباط، منها:

1ـ ما رُوي عنه(صلى الله عليه واله) : «حسين منّى وأنا منه، أحبّ الله مَن أحبّ حسيناً. الحسن والحسين سبطان من الأسباط»^{^[31]}.

2ـ ورُوي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) : «إنّ الحسن والحسين سبطا هذه الأُمّة، وهما من محمد كمكان العينين من الرأس، وأمّا أنا فكمكان اليد من البدن، وأمّا فاطمة فكمكان القلب من الجسد، مَثَلنا مثل سفينة نوح، مَن ركبها نجا ومَن تخلّف عنها غرق»^{^[32]}.

3ـ وفي الكافي: «عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال: خرج النبي(صلى الله عليه واله) ذات يوم وهو مستبشر يضحك سُرُوراً، فقال له الناس: أضحك الله سنّك يا رسول الله، وزادك سروراً. فقال: رسول الله(صلى الله عليه واله) : إنّه ليس من يوم ولا ليلة إلّا ولي فيهما تحفة من الله، أَلا وإنّ ربّي أتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما مضى، إنّ جبرئيل أتاني فأقرأني من ربّي السلام، وقال: يا محمد، إنّ الله)عز وجل) اختار من بني هاشم سبعة، لم يخلق مثلهم فيمَن مضى، ولا يخلق مثلهم فيمَن بقيَ، أنت يا رسول الله سيّد النبيين، وعلي ابن أبي طالب وصيك سيّد الوصيين، والحسن والحسين سبطاك سيّدا الأسباط، وحمزة عمّك سيّد الشهداء، وجعفر ابن عمّك الطيار في الجنّة يطير مع الملائكة حيث يشاء، ومنكم القائم يُصلّي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه الله إلى الأرض من ذرية علي وفاطمة من ولد الحسين(عليهم السلام) »^{^[33]}.

سادساً: النقباء على لسان الرسول (صلى الله عليه واله)

جاء في مستدرك الحاكم بإسناده «عن الشعبي، عن مسروق، قال: كنّا جلوساً ليلة عند عبد الله يقرئُنا القرآن، فسأله رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، هل سألتم رسول الله(صلى الله عليه واله) كم يملك هذه الأُمّة من خليفة؟ فقال: عبد الله ما سألني عن هذا أحد منذُ قدمت العراق قبلك، قال: سألناه فقال: اثنا عشر، عدّة نقباء بني إسرائيل»^{^[34]}.

وفي هذا الحديث نكات ـ كما أوردها الشيخ الوحيد(مدّ ظله) ـ نوردها في نقاط^{^[35]}:

1ـ حصر الخلفاء في اثني عشر.

2ـ استمرار خلافة هؤلاء الاثني عشر إلى يوم القيامة.

3ـ توقف عزّة الإسلام وأُمّته ومنعتهما عليهم.

4ـ إنّ قوام الدين علماً وعملاً بهم؛ لأنّ قوامه العلمي بمفسّر للكتاب ومبيّن لحقائقه ومعارفه، وقوامه العملي بمنفّذ لقوانينه وأحكامه العادلة، وهذان الغرضان المهمان لا يتيسران إلّا بتحقق شروط خاصّة في هؤلاء الأئمّة الاثني عشر.

5ـ إنّ اختياره(صلى الله عليه واله) للتنظير بنقباء بني إسرائيل ـ مع أنّ النظير للعدد متعدد ـ تنبيه على أنّ خلافتهم ليست بانتخاب من الناس، بل تعيين من الله، فقد قال الله تعالى عن النقباء:(وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا).

6 ـ إن هؤلاء الأئمّة من قريش.

سابعاً: الأسباط والنقباء

المقصود من التعبير بالسبط في الأحاديث الشريفة هو النقيب، تشبيهاً له بنقباء بني إسرائيل، الذي فيه إشارة إلى الولاية والحكومة والسلطة، وأنّ الأُمّة ملزمة باتّباعهم والانقياد لهم، وإلّا فالاحتمالات الأُخرى بعيدة عن هذا المضمون.

قال تعالى:(وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا)، فالسبط المذكور في القرآن الكريم له عدّة معانٍ، وعندما يذكر في الحديث الشريف يُفهم المقصود من القرآن الكريم.

ولعلّ من المؤيدات لذلك:

1ـ التحديد بالاثني عشر، وهذا مناسب للنقباء، وليس الأسباط المعدودين ضمن الأنبياء.

2ـ يُفهم من الأحاديث التأكيد على ولايتهم وحكومتهم، وهو مناسب للنقيب.

3ـ تذكير الأحاديث بأنّ الأحداث في هذه الأُمّة مشابهة لأحداث بني إسرائيل، وهو يناسب النقباء؛ لأنّ الأسباط الذين هم في عداد الأنبياء من أزمنة سابقة، فهم يذكرون بعد يعقوب وقبل موسى، يقول تعالى:(قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ (وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ) وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)^{^[36]}، ويقول)عز وجل) :(أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَـقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)^{^[37]}.

ونؤكد هنا أنّ بعض الروايات عندما تذكر تشبيه الإمام الحسين(عليه السلام) بالسبط قد تشمل معاني أُخرى غير النقباء، ولا مانع من انطباق معانٍ أُخرى عليه(عليه السلام) ^{^[38]}، ولكن عند الإطلاق ينصرف معنى السبط إلى ما ذكرناه.

نتيجة البحث

وضّحنا في بحثنا المتواضع المراد من السبط والأسباط في القرآن الكريم، وتتبعنا موارد استعمالها، وبينا المراد من السبط لغةً، وتوصلنا إلى أنّ علماء اللغة ذكروا للسبط معنيين:

1ـ الولد أو ولد الولد أو الابنة، وتغلب على ولد البنت.

2ـ القبيلة، فالسبط من أسباط اليهود بمنزلة القبيلة من قبائل العرب والجماعة يرجعون إلى أب واحد، ومن ثَمَّ قيل لولْد يعقوب: أسباط، سُمّي سبطاً ليفرق بين ولد إسماعيل وولد إسحاق.

وتعرّضنا إلى السبط والأسباط في التفسير، وأنّهم اختلفوا على أقوال، وذهبنا إلى أنّ القول المختار هو أنّ المقصود من السبط في حديث(الحسين سبط من الأسباط) النقيب من بني إسرائيل الذي له سلطة دينية ودنيوية، وذكرنا شواهد على ذلك.

وأوضحنا أن حديث(حسين سبط من الأسباط) متفق عليه بين الفريقين، وله طرق كثيرة.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لمراضيه ويجنبنا معاصيه، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

المصادر والمراجع

* القرآن الكريم.

1. الإتقان في علوم القرآن، جلال الدين عبد الرحمن السيوطي(ت 911هـ)، دار الفكر، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1416هـ.

2. الأدب المفرد، محمد بن إسماعيل محمد بن إسماعيل البخاري(ت 256هـ)، مكتبة الدليل، السعودية.

3. الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، محمد بن محمد المفيد(ت413هـ)، تحقيق: مؤسسة آل البيت(عليهم السلام) ، مؤتمر الشيخ المفيد، قم المقدّسة ـ إيران، الطبعة الأُولى، 1413هـ.

4. الأمالي، علي بن الطاهر أبي أحمد الحسين المعروف السيد المرتضى(ت436هـ)، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم المقدّسة ـ إيران، 1403هـ.

5. الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ناصر مكارم الشيرازي(معاصر)، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، قم ـ إير ان، 1426هـ.

6. بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار، محمد باقر المجلسي (ت1111هـ)، مؤسسة الوفاء، بيروت ـ لبنان.

7. التاريخ الكبير، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري(ت256هـ)، المكتبة الإسلامية، ديار بكر ـ تركيا.

8. تاريخ مدينة دمشق، علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله ابن عساكر الشافعي(ت 571هـ)،‍ دراسة وتحقيق: علي شيري، دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت ـ لبنان.

9. التشريف بالمنن في التعريف بالفتن(الملاحم والفتن)، علي بن موسى بن جعفر ابن طاووس(ت664هـ)، مؤسسة صاحب الأمر (عجل الله فرجه الشريف)، أصفهان، الطبعة الأُولى، 1416هـ.

10. التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، فخر الدين محمد بن عمر الرازي(ت 604هـ)، دار الفكر للطباعة والنشر، بيروت ـ لبنان، 1401هـ.

11. تفسير المنار، محمد رشيد رضا(ت1354هـ)، دار المنار، القاهرة ـ مصر، الطبعة الثانية، 1367هـ.

12. تفسير الميزان، محمد حسين الطباطبائي(ت 1402هـ)، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدّسة.

13. تفسير مجمع البيان، الفضل بن الحسن الطبرسي(ت548هـ)، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1415هـ‍.

14. تهذيب التهذيب، أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني(ت852هـ)، مكتبة الرسالة، بيروت ـ لبنان.

15. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، محمود الآلوسي البغدادي، تحقيق: علي عبد الباري عطية، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1415هـ.

16. سنن ابن ماجة، محمد بن يزيد بن ماجة القزويني(ت 275هـ)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية(فيصل عيسى البابي الحلبي).

17. شرح الأخبار في فضائل الأئمّة الأطهار، القاضي النعمان بن محمد المغربي(ت363هـ)، تحقيق: السيّد محمّد الحسيني الجلالي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرّفة.

18. صحيح ابن حبّان(الإحسان في تقريب صحيح ابن حبّان)، ترتيب: الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي، محمد بن حبّان بن أحمد التميمي(ت354هـ)، حقّقه وخرج أحاديثه وعلّق عليه: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1408هـ.

19. صحيح الترمذي، محمد بن عيسى بن سورة الترمذي(ت279هـ)، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف، الرياض ـ السعودية، 1419هـ.

20. غريب القرآن المسمّى بنزهة القلوب، محمد بن عزيز[عزير] السجستاني(ت330هـ)، نشر محمد علي صبيح وأولاده، القاهرة ـ مصر، 1382هـ.

21. الكافي، محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني(ت328/329هـ)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، دار الكتب الإسلامية، طهران ـ إيران، الطبعة الثانية، 1389هـ.

22. كامل الزيارات، جعفر بن محمد بن قولويه، تحقيق: جواد القيومي، مؤسسة نشر الفقاهة، الطبعة الأُولى، 1417هـ.

23. كتاب العين، الخليل بن أحمد الفراهيدي(ت 170هـ)، تحقيق: مهدي المخزومي، إبراهيم السامرائي، دار ومكتبة الهلال.

24. كتاب سليم بن قيس الهلالي، سليم بن قيس الهلالي(ت76هـ)، تحقيق: محمد باقر الأنصاري الزنجاني.

25. كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، علي بن حسام الدين ابن قاضي خان القادري الشاذلي الهندي(ت975هـ)، تحقيق: بكري حياني، وصفوة السقا، مؤسسة الرسالة، الطبعة الخامسة، 1401هـ.

26. لسان العرب، محمد بن مكرم ابن منظور الأنصاري الأفريقي(ت 711 هـ)، دار صادر، بيروت ـ لبنان الطبعة الثالثة، 1414هـ.

27. المستدرك على الصحيحين، الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري(ت405هـ)، دار المعرفة، بيروت ـ لبنان، 1418هـ.

28. مسند أحمد بن حنبل وبهامشه منتخب كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، أحمد بن محمد بن حنبل(ت٢٤١هـ)، دار صادر، بيروت ـ لبنان.

29. مصابيح السنّة، الحسين بن مسعود الفرّاء(ت 516هـ)، دار المعرفة، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1407هـ.

30. مصنّف ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد بن أبي شيبة الكوفي العبسي(ت 235هـ)، ضبطه وعلّق عليه الأستاذ سعيد اللحام، دار الفكر، بيروت ـ لبنان.

31. المعجم الكبير، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير الطبراني(ت360هـ)، تحقيق: حمدي بن عبد المجيد السلفي، نشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة ـ مصر.

32. المفردات في غريب القرآن، الحسين بن محمد الراغب الإصفهاني(ت502هـ)، تحقيق: صفوان عدنان الداودي، دار القلم، دمشق ـ سوريا، الطبعة الأُولى، 1412هـ.

33. منهاج الصالحين، الشيخ الوحيد الخراساني.

34. النهاية في غريب الحديث والأثر، المبارك بن محمد الشيباني الجزري بن الأثير(ت606هـ)، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي، ومحمود محمد الطناحي، المكتبة العلمية، بيروت، 1399هـ.

[1] البقرة: آية136.

[2] البقرة: آية140.

[3] آل عمران: آية84.

[4] النساء: آية163.

[5] الأعراف: آية160.

[6] الراغب الإصفهاني، الحسين بن محمد، المفردات في غريب القرآن: ج1، ص394.

[7] ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، ص334.

[8] ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج7، ص310.

[9] الفراهيدي، الخليل بن أحمد، العين: ج7، ص219.

[10] الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير مجمع البيان: ج١، ص٤٠٤.

[11] ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج7، ص310.

[12] السيوطي، عبد الرحمن، الإتقان في علوم القرآن: ج١، ص٣٩٦.

[13] اُنظر: الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير مجمع البيان: ج3، ص241.

[14] محمد رشيد رضا، تفسير المنار: ج6، ص69.

[15] السجستاني، محمد بن عزيز [عزير]، غريب القرآن المسمّى بنزهة القلوب: ص5.

[16] اُنظر: الطبرسي، الفضل بن الحسن، تفسير مجمع البيان: ج3، ص241. الرازي، محمد بن عمر، تفسير الرازي: ج4، ص91.

[17] الطباطبائي، محمد حسين، تفسير الميزان: ج1، ص312.

[18] مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل: ج١، ص٣٩٥.

[19] الراغب الإصفهاني، الحسين بن محمد، المفردات في غريب القرآن: ج1، ص222.

[20] النساء: آية163.

[21] الطباطبائي، محمد حسين، تفسير الميزان: ج1، ص312.

[22] المائدة: آية12.

[23] الراغب الإصفهاني، الحسين بن محمد، المفردات في غريب القرآن: ج5، ص٢٤٠.

[24] الطباطبائي، محمد حسين، تفسير الميزان: ج5، ص239ـ 240.

[25] الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين: ج3، ص177. الترمذي، محمد بن عيسى، صحيح الترمذي: ج5، ص617. ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد بن حنبل: ج4، ص172. ابن ماجة، محمد بن يزيد، سنن ابن ماجة: ج1، ص51. ابن أبي شيبة، عبد الله بن محمد، مصنّف ابن أبي شيبة: ج7، ص515. البخاري، محمد بن إسماعيل، الأدب المفرد: ص150. ابن حبّان، محمد، صحيح ابن حبّان: ج15، ص428. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص32، وص33، وج22، ص274. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج14، ص149، وص150، وج64، ص35. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تهذيب التهذيب: ج2، ص345، وغيرها. ومن مصادر الخاصّة اُنظر: القاضي المغربي، النعمان بن محمد، شرح الأخبار: ج3، ص88، وص112. المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد: ج2، ص127. ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص١١٦. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: ج٣٧، ص٧٤. الفرّاء، الحسين بن مسعود، مصابيح السنّة: ج4، ص195.

[26] ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج7، ص310.

[27] النحل: آية120.

[28] ناصف، منصور علي، غاية المأمول شرح التاج الجامع للأصول: ج3، ص359.

[29] ابن الأثير، المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر: ج2، ص334.

[30] الآلوسي، محمود، روح المعاني: ج1، ص٣٩٢.

[31] المتقي الهندي، علي بن حسام، كنز العمال: ج12، ص115. الشريف المرتضى، علي بن الحسين، الأمالي: ج1، ص١٥٧. البخاري، محمد بن إسماعيل، التاريخ الكبير: ج8، ص415. الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص32.

[32] الهلالي، سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس: ص ٣٥٨.

[33] الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج8، ص49.

[34] الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين: ج4، ص501. والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وطرقها عن كبار الصحابة، مثل: ابن عباس، وابن مسعود، وسلمان الفارسي، وأبي سعيد الخدري، وأبي ذر، وجابر بن سمرة، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وزيد بن ثابت، وزيد بن أرقم، وأبي ثمامة، وواثلة بن الأسقع، وأبي أيوب الأنصاري، وعمّار بن ياسر، وحذيفة بن أسيد، وعمران بن حصين، وسعد بن مالك، وحذيفة بن اليمان، وأبي قتادة الأنصاري وآخرون.

[35] اُنظر: الوحيد الخراساني، حسين، منهاج الصالحين: ج١، ص١٩٩.

[36] البقرة: آية136.

[37] البقرة: آية140.

[38] جاء في الحديث رقم: 499، قال: ... عن سعيد بن أبي سالم الجيشاني، قال: سمعت أبا سالم يقول: كنّا مع علي بن أبي طالب بالكوفة، فقال يوماً من الأيّام ونحن عنده: «إنّي سبط من الأسباط أُقاتل على حق؛ ليقوم، ولن يقوم، والأمر لهم...» وهو يؤكد أنّ السبط مقابل النقيب. ابن طاووس، علي ابن موسى، التشريف بالمنن في التعريف بالفتن (الملاحم والفتن): ص339.

(الحسين سبط من الأسباط) ـ دراسةٌ موضوعية في ضوء الروايات والآيات القرآنية