المقدّمة

اللغة هي العامل الأساسي في التغيير إذا ابتغاه الإنسان، ولا يتم ذلك التغيير بمجرد وجودها، بل تنضم إليها طريقة التفكير، وضرورة الإيمان بمعتقدات خاصّة على وفق المحرّك الذي يؤدلج مَن يبتغي التغيير، ثمّ برمجة تلك المعطيات بطريقة أدائية يستهويها المتلقّي أو الجمهور، وقد تكون هذه مواصفات الخطابة أو الخطبة؛ ويُستحصل من هذا الكلام أنّ الخطابة عامل جوهري في بناء المقصد الذي يؤكّده الفكر، وهذا ما وجِد وتوافر على الفكر الإسلامي تحديداً، فلقد لجأ الرسول(صلى الله عليه واله) إليها في مناسبات كُثُر، وسجّلت لنا كُتُب السيرة النبوية خُطباً متعدّدة، وفي مجالات شتّى.

ورث الإمام الحسين(عليه السلام) ذلك المنهج، وبمراجعة بسيطة لخُطبه(1)، سنجدها شكّلت حضوراً كبيراً في ذلك الكم المتنوّع من النثر، ولمّا خطَّ سيّدنا وإمامنا معالم التغيير، سلك الناس طريقته، ولجأوا إلى الخطابة أيضاً، وبرز لدى الطائفة الإمامية خطباء مشهورون أكثر من أن يُحصَوا، فصارت الخطابة الحسينية فنّاً له قوانينه، وله خصوصيّته، ومحدّداته، بل صارت الخطابة مدارس ومناهج، حتّى راج واشتُهر لدى العامّة والخاصّة تنوّعها إلى قديمة وحديثة، تعتمد القديمة على الرواية، والبكاء، ومعالجة التكوين الاجتماعي انطلاقاً من الثورة الحسينية، وتمتاز الحديثة بالموسوعية والتفسير، في ضوء المنطلق الاجتماعي والسياسي، أو بتعبير آخر: المدّ المعرفي، ورائدها الشيخ أحمد الوائلي(رحمه الله).

لا أبتغي رسم صورة جديدة للخطيب الحسيني في هذا البحث، ولا أرغب بتكرار الكلام عنه، فقد كتب عنه كثيرون من أبناء طائفتنا الرشيدة، بل سأُحاول أن أرصد أهمّ السبل التي ينبغي على الخطيب الحسيني أن ينطلق منها، أو أن يراعيها، أو يتجنبها، وأتمنى أن لا يفهم العامّة أو الخاصّة أنّي ضدّ المنبر الحسيني، إلّا أنّ الموضوعية والجرأة في البحث منهجان أُحبّهما.

وهنا لا بدّ من ذكر مسألة مهمّة يقوم عليها البحث، أَلا وهي تنميط أو تقسيم الخطباء الحسينيين إلى قسمين:

القسم الأول: المستوى العالي الثقافة، والأداء، وهنا خطباء مشهورون يمثّلون هذا النمط، كالشيخ الخطيب محمّد علي اليعقوبي(رحمه الله)، والشيخ أحمد الوائلي(رحمه الله)، وغيرهما من الأحياء.

القسم الثاني: المستوى القليل الثقافة، والمتدّني الأداء، الذين يعتلون المنابر في المآتم، ومجالس العامّة، وقد يكونون قليلي القراءة والمطالعة أحياناً، مما قد يساهم في إضاعة القصد، وتنفير بعض الناس من المنبر.

لذا؛ أتقرّب إلى الله، وأُسجّل بعض النقاط التي لا أزعم صوابها، فقد تكون من الصواب أو من الوهم، فللمتلقي أن يقبلها، وله أن يرفضها.

المحور الأول: الخطيب رصدٌ في المتعلقات

يُعدّ الكلام في هذا المحور تمهيداً يبيّن معنى الخطابة بصورة عامّة، ومن ثَمَّ بيان الخطابة الحسينية منها بصورة خاصّة بوصفها جنساً خطابياً مستقلاً بحسب ما يتبنّى البحث، وسمات تلك الخطابة، وما يتعلّق بالخطيب من جهة الوظيفة، والصفات وغيرها.

كلُّ مَن درس الخطابة، وأراد معرفة مفهومها، لا أحسب أنّه تجاوز أرسطو، وتعريفه لها؛ لأنّه تعريف يتّسم بالشمولية، والتحديد، قائم على التشخيص الدقيق، والخبرة الكبيرة، ويكفيه أنّه سمّى كتابه بها (الخطابة)، وأطلق عليها (الريطوريقا)، وقال في تعريفها: «قوّة تتكلّف الإقناع الممكن في كلّ واحد من الأُمور المفردة»[1].

بالنظر في التعريف نجده متّسماً بالكلّية، والشمول لكلّ أنواع الخطابة، ومُبرزاً لأهمّ استراتيجية لها، أَلا وهي الإقناع، التي تمسّك بها المناطقة في دراستهم لحدودها، وأركانها، وبيان جدوى صناعتها، فقد عرّفها الشيخ المظفر(رحمه الله)، وبيَّن معناها مضيفاً على تعريف أرسطو: أنّها صناعة علمية، أي: مقالات يُبديها الخطيب ذات طرح علمي[2]، قال: «صناعة علمية بسببها يمكن إقناع الجمهور في الأمر الذي يتوقّع حصول التصديق به قدر الإمكان»[3].

والخطابة قديمة قِدم الإنسان، فقد عُثر في كتابات الآشوريين، وآثار المصريين الهيروغليفية على خطب جاءت على ألسنة آلهتهم وملوكهم. ولدى اليونان اهتمام بها؛ بسبب منازعاتهم السياسية، وخصوماتهم، وتفشّي الحروب بينهم، وقد اعتمدت تلك الحروب اليونانية على آلة الخطابة في إدراك المواقف وإحرازها[4]، ولهم خطباء مشهورون، منهم: (سولون) الأثيني. والشأن نفسه في العصر الجاهلي؛ إذ أفرزت طبيعة الحياة الجاهلية ـ من كثرة الغارات المدافعة عن النفس ـ خطباً جاهلية، وخطباء فصحاء، منهم كعب بن لؤي، وقيس بن خارجة بن سنان[5].

ثمّ برزت الخطابة الإسلامية وتنامت بتنامي الإسلام، وبحسب الحاجة إليها واسترسالها، وتنوّعت بتنوّع العصور التي مرّت بها، وتنوّعت سماتها، وهوِّيتها في تلك العصور، فصدْرُ الإسلام له طبعٌ انبثق من القرآن الكريم والحديث النبوي، «اتخذها النبي(صلى الله عليه واله) وأصحابه ومَن جاء بعدهم سلاحاً ماضياً في الدعوة إلى الدين الإسلامي وتوطيد أركانه، وتناولت أيضاً الدفاع عنه، ودحض آراء المعادين، والدعوة إلى التوحيد، ورسم السياسة لأمراء الجيش والولاة...»[6].

للعصر الأُموي طبعٌ آخر مُورس على الأنواع التي شاعت في صدر الإسلام مع ابتكار أنواع جديدة أوجدتها التطوّرات الفكرية، والتوجّهات السياسية، والمسالك الاجتماعية، والفرق الدينية[7].

وكذلك العصر العباسي الأوّل الذي غلبت فيه الخطابة السياسية على غيرها؛ بسبب اتخاذ العباسيين لها أداةً في بيان أحقيّتهم في الحكم، وفي الجهة المقابلة نشطت الخطابة الدينية على أيدي الخلفاء والوعاظ والنسّاك[8].

ولم تغبْ الخطابة في العصر العباسي الثاني، ومن أهمّ أنواعها التي ازدهرت فيه: الخطابة الدينية التي نشطت في المساجد للوعظ والإرشاد، مستمدّة وعظها من القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، مع تراجع الخطابة السياسية وضعفها[9].

وإذا انتقلنا بالحديث من تاريخ الخطابة إلى أقسامها، نجدها عند أرسطو ثلاثة أنواع:

النوع الأول: المشاجرية في القضاء والخصومة.

النوع الثاني: المشاورية في التجمعات الشعبية.

النوع الثالث: الاحتفالية في المحافل العامّة[10].

ولو أردنا تقسيمها في مرحلة ما بعد أرسطو في مختلف الأزمان، فستكون على وفق الآتي:

فكانت عند أبي هلال العسكري على نوعين، هما: الدينية والسياسية، فقال: «وممّا يُعرف أيضاً من الخطابة والكتابة أنّهما مختصّان بأمر الدين والسلطان، وعليهما مدار الدار»[11].

وعند غير أبي هلال، لا سيّما في العصر الحديث، قُسّمت على الأنواع الآتية:

1ـ الخطابة السياسية التي تُلقى في المحافل السياسية.

2ـ الخطابة الدينية، وتدخل فيها خطبة الجمعة والعيدين.

3ـ الخطابة العلمية ذات الصبغة العلمية والخالية من فنّ المجاز والحماسّة[12].

4ـ الخطابة العسكرية التي تُلقى في سوح الحرب والوغى، أو ذات الطابع العسكري.

5ـ الخطابة القضائية التي يُلقيها رجال القضاة والمحاماة.

ومنهم مَن أوجد تقسيمات أُخر لها، تلتقي مع هذه الأقسام التي ذُكِرَت، فقد قسّمها الدكتور عبد الجليل شلبي إلى[13]:

1ـ الخطابة السياسية.

2ـ الخطابة القضائية.

3ـ خطب التكريم.

4ـ الخطابة الدينية.

5ـ الخطابة الاجتماعية، وهي التي تُلقى في الموضوعات التي تهمّ المجتمع.

6ـ ويُضاف إلى تلك الأقسام الخطابة الحسينية؛ كونها نوعاً مستقلاً يُضاف إلى تلك الأنواع؛ لأنّها ممازجة بين تلك الأنواع السابقة، وتحوي كلّ متعلّقات المجتمع، ومن ثَمَّ أصبحت أمراً مهمّاً جديراً بالفحص والملاحظة والاهتمام، وصناعة الخطباء فيها ضرورة يتوقّف عليها بناء الإنسان، وبناء البلاد، في عصر يصعب فيه بناء الإنسان والبلاد بسبب تفشّي المفسِدات، وترقّب العدو، وإكثاره الحطّ من شأن الإسلام. ولا أُريد أن أُسهب في مدى أهمّيتها لوضوح الأمر في ذلك، ويكفي أنّ الجاحظ قد أعطى مساحة واسعة للخطابة في كتابه البيان والتبيين، وأورد فيها خطباً للرسول(صلى الله عليه واله)، وللإمام علي(عليه السلام)، ولـمَن يؤمن بهم من الخطباء؛ والسبب في ذلك لأنّها تُثقّف الأُمّة وتوّعيها وترشدها، وتعالج الأُمور العقدية، والتربوية، والفكرية، والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية[14].

في ضوء هذا التنميط ينقدح هذا السؤال: ما الخطابة الحسينية؟ وما مميّزاتها؟ ومَن القائم بها؟

قيل في تعريفها: «الخطبة التي يُلقيها الخطيب الحسيني في المجلس الحسيني، وتمتاز بمواصفات خاصّة بها، منها ذكر الإمام الحسين(عليه السلام)، أو أهل بيته(عليهم السلام) وأنصاره، والإشادة بمواقفهم، ثمّ التخلّص بذكر مأساتهم ومصائبهم»[15].

وعند التعقيب على التعريف نجد أنّها تتحدّد بمحدّدات لا تتجاوز بوتقة الذكر الحسيني، وتعداد مآثر الإمام الحسين(عليه السلام)، وبيان مظلوميّته، وإن كان تعريفاً إجمالياً لها بناءً على تعاطيها بين المتلقّي والمتكلّم، وبناءً على أنّه كلّما ذُكِر الحسين(عليه السلام) يُذكر معه القرآن، والإسلام، والهداية، والرشاد، والوعظ، إلّا أنّ مفهومها في الآونة الأخيرة أصبح ذا اتّساع، وإضافة على ما سبق، تمازجت معها المفاهيم المتعدّدة، وأصبحت ذات مدخلات جديدة، وخليط من مرجعيات كثر، حتّى تأهّلت لأن تكون نوعاً خطابياً مستقلاً عمّا كان يُتعارف عليها من أنّها وعظية وإرشادية.

وهذا النوع الحسيني من الخطابة له مجاله الذي يشتغل عليه، تجاوز قضية الإمام الحسين(عليه السلام) بصورتها المجرّدة إلى مستوى ربطها بمفاصل الحياة كافّة، وتجاوزت بوتقة الزمان العاشورائي الذي اقتصرت عليه فيما مضى؛ إذ ربّما كانت تُلقى في أيام عاشوراء فحسب، وما يميّزها أنّها نوعٌ مستقل من أنواع الخطابة ومقاصدها التي تتوخّاها، فتعدّدت بين كسب الثواب للمتلقّي، أو الإصلاح السياسي، أو الخوض الاجتماعي القائم على تخلّص المجتمع من الأُمور الفتاكة التي تُحيط به، لا سيّما الأمراض التي شوّهت صورة المسلم والإسلام.

كما تناولت الخطابة الحسينية مجالات متعدّدة: كالمجال الفقهي، والأخلاقي، والعقدي، وغير ذلك شريطة ربطها بالقضية الحسينية. والمنهج الذي تنطلق به هو القرآن، والسنّة، وطرائق الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)، وثورة الإمام الحسين(عليه السلام).

ولهذا النوع ميّزات[16]، منها: الابتداء بنصّ قرآني أو نبوي أو غير ذلك، والتعريج على العلوم المتنوعة نحو: الفقه، والحديث، والتفسير، والتاريخ، والأدب، والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبيان موقف أهل البيت(عليهم السلام) من الدين الحنيف، والارتكاز على علومهم، ومعاصرة الأحداث ونقدها، من قبيل: مواجهة المدّ الشيوعي لمّا غزا المدن الإسلامية، والقاعدة لمَّا تعالت صيحات مَن نادى بها من أصحاب العقائد المنحرفة، ودعم وتأييد الحشد الشعبي في وقتنا الحالي.

والمائز الأهمّ هنا هو المزج بين الفكر والعاطفة، حتّى أخذ ينظر مُنظّروالخطابة إلى اعتماد العَبرة ـ إضافة إلى العِبرة ـ مرتكزاً أساسياً في المجلس الحسيني.

وفي فرضية السؤال الذي طرحته في الشق الثالث ستعلم عن القائم بالخطبة الحسينية، فهو ما يُسمّى بـ(الخطيب) الذي ينبغي أن يكون موسوعياً، مؤهّلاً أكبر تأهيل؛ ليؤدّي رسالته على أتم وجه. وظيفته بناء الذات الإنسانية، والحفاظ على هويّة التشيُّع، وتوعية الناس، وهدايتهم، وإرشادهم، وتنظيم حياتهم، والأهم من ذلك كلّه نقد السلطة؛ تأسّياً بمنهج الحسين(عليه السلام).

المحور الثاني: منطلقات الخطيب

لفظة منطلق تدلّ على المصدر من الفعل (انطلق) بمعنى الذهاب[17]، أي: المساحات التي ينطلق منها الخطيب في إلقاء خطبته. وبتعبير آخر: يقصد بها المسارات التي تؤسس للخطبة الحسينية، فالفرق جلي؛ إذ تدلّ على المناهل الفكرية التي ينهل منها الخطيب رؤاه وأفكاره، وقد تكون المرجعية الأكبر لدى الخطباء الحسينيين هي الفكر الإمامي القائم على النصّ والاجتهاد، وله في مزاولة هذه المرجعية العودة إلى المراجع في إعداد خطبته، فتكون: القرآن، والحديث النبوي، والشعر، والكتب بأنواعها القديمة والحديثة، وعلوم أهل البيت(عليهم السلام)، ووسائل الأنترنت في عصرنا الحديث.

ومن أوّل المنطلقات هداية الناس وإرشادهم عبر الحثّ على الصبر، والزهد، والصلاة، والصوم، والخمس، والزكاة، وغير ذلك، عن طريق إيراد الآيات القرآنية، والروايات الدالة، وسيَر أهل البيت(عليهم السلام)، وشرح العقائد، وبيان الأحكام الفقهية للمتلّقي، وضرورة التنبيه بالحساب والعقاب، أي: استعمال الترغيب والترهيب.

ولم يكن بمقدور المنبر الحسيني بناء الإنسان بناءً كاملاً ما لم يوجد دوالٌّ أُخر له، والسبب في ذلك تردّي الواقع الاجتماعي، وانتشار الفساد في الحقبة الأخيرة في الباحة الإسلامية لا سيّما في عصر العولمة، والحداثة، والتقنيات، فسيكون هنالك منطلق آخر للخطيب يُبنى على معالجة الانحطاط في المجتمع عن طريق التذكير بالله وبالآخرة، وبمدى خطورة هذا الانحطاط على الإسلام، وعلى المذهب الشيعي، وتحقيق إرادات العدو المترقِّب لهذه الطائفة.

ومن أهمّ تلك المنطلقات بيان فلسفة الثورة الحسينية، ومعرفة الأهداف التي جاهد من أجلها الإمام الحسين(عليه السلام)، وكيفية الإفادة منها، وتوظيفها في دواخلنا، وآليته التي اتخذها لمحاربة الظلم والفساد، وهنا تتقدّم قضية أساسية ومهمّة هي الحفاظ على هويّة عاشوراء، وشهر محرّم؛ لخصوصيته، وأثره في نشر الثقافة الحسينية، يقول السيّد صادق الشيرازي في هذا الأمر: «وهذا يعني أنّ لمحرّم خصوصية تُميّزه عن باقي الشهور، فبحلول هذا الشهر الحرام، وما إن يهلّ هلاله يتبادر إلى الأذهان اسم الإمام الحسين(عليه السلام)»[18]. وحينها يتذكّر الإنسان عدم الركون إلى الظلم، وهذه من أهمّ المهام الكبرى للإمام الحسين(عليه السلام)؛ إذ من المجدي بقاء ثورته شعلة وهّاجة، ونبراساً يُستضاء به من لدن الأُمّة بعيداً عن نوعها، أي: المسلمة وغير المسلمة.

والاستمرار في تسجيل المنطلقات يقود إلى تأكيد عصرنة الإمام الحسين(عليه السلام).وتعني العصرنة: «تحديث وتجديد ما هو قديم، وهو مصطلح يبرز في المجال الثقافي، والفكري، والتاريخي؛ ليدلّ على مرحلة التطوّر التي طبعت أُوروبا بشكل خاصّ في مرحلة العصور الحديثة»[19]. أي: تركيز الخطيب الحسيني على الموضوعات ذات الرواج في الساحة الثقافية، والفكرية، وإثبات وجود تلك الموضوعات في فكر الإمام الحسين(عليه السلام)، وتجاوز بوتقة الأرخنة في الطرح. وللتوضيح أعطي مثالين مهمّين:

الأول: ذكر مبدأ التعايش السلمي في خطاب الإمام الحسين(عليه السلام)، وإبراز الكيفية التي عناها الإمام في التعامل بسلمٍ وسلام مع الآخرين، (الأعداء والأصدقاء)، وكذلك مباحث حقوق الإنسان وتجلياتها لديه، وعنايته بالطفل، والمرأة، وبالعلاقات الاجتماعية، وهكذا التأسيس لمنظومةٍ كبرى وهي اتّساع دائرة الإمام على مرافق الحياة كلّها، ومن ثَمَّ قد يكون هذا تأشيراً لروح الحضارة في الفكر الإسلامي بصورة عامة، والفكر الحسيني بصورة خاصّة.

وترتبط بهذا المنطلق وبالمنطلقات السابقة قضيةُ العالمية في فكر الإمام الحسين(عليه السلام).وتُشير فكرة العالمية في نتاج أرسطو إلى العام الذي يقابل الخاص، أو الثوابت التي لا تتغيّر، والتي تنطبق على جميع الحضارات، والثقافات، والأُمم، بعيداً عن المحدّد الجغرافي[20].

فيتكفّل الخطيب بسبر الرؤية العالمية في الفكر الحسيني، نحو مناقشة الفقر، وحسن الجوار، والزوجة، والموقف من السلطان، وغير ذلك. والأجدر من ذلك العمل على عالمية عاشوراء، والإسهام في انتشارها في بقاع العالم، و«من الخصائص الأُخرى التي امتازت بها قضية الإمام الحسين(عليه السلام) أنّها تزداد انتشاراً كلّ يوم، وتصبح أكثر عالمية، وتكتسب المزيد من قلوب العالمين»[21].

ويعدّ التجديد في الفكر منطلقاً مهمّاً في المنبر الحسيني عن طريق تمحيص الروايات، ونقد السقيم منها، وعدم التسليم بها، والاستناد إلى منهج التمحيص، والأخذ بالرواة الثقات من أهل العلم، وهنالك تجربة الشيخ مرتضى المطهّري في الملحمة الحسينية، ولا أُريد الخوض في تقبّلها أو عدم تقبّلها من المتلقّي الخاصّ.

فلا بدّ أن يتّبع الخطيب منهج القارئ المثالي في اختياره وانتخابه للروايات، وأن يتجنّب الروايات القادحة بالآخر أيّاً كان، فطبيعة الظرف السياسي والوحدوي تُحتّم التحفّظ الإعلامي في أقلّ تقدير، فمنهج المواجهة اليوم لا يُسهم في إنضاج البلاد أو السياسة بوجه عام.

وينضوي في تلك المنطلقات تقديس المنبر الحسيني، وإعلاء شأنه. وفي هذا السياق نتذكّر قول الإمام الحسين(عليه السلام) لعمر بن الخطاب: «انزل عن منبر أبي»[22]. ويعكس هذا الحديث الحسيني قوّة مضمرة في المنبر تتضمّن محتوى قادراً على تغيير حياة الأُمّة وإسعادها.

وكلّ منّا يعلم أنّ الثورة الحسينية جاءت ردّة فعل على السلطان الجائر، وتركت مقالتها المشهورة: (ومثلي لا يبايع مثله)، لمَّا قالها إمامنا حين طُلب منه البيعة ليزيد. فعلى الخطيب أن يستمرّ في هذه الروح الناقدة والثائرة، ويعمل على توهّجها في ممارسة النقد السياسي، ومحاربة السلطة الظالمة، وقد مُورست هذه الموضوعة من لدن أصحاب المنابر أيّام الحكومة السابقة، التي تربّع على عرشها أزلام البعث الكافر، ومن ثَمَّ يصبح المنبر، والخطيب، والخطبة الحسينية، منهاجاً لمعالجة الواقع في جوانبه كافّة عبر الانتماء، والإيمان بمنطلقات تنتمي إلى البعد الأخلاقي، والتربوي، والسياسي، والفلسفي، والفكري، والإصلاح، والنهضة.

الثاني: ومن تلك المنطلقات: بناء الذات الإسلامية، والحفاظ على الهوية الشيعية، تلك الهوية التي تقوم على التكوين الشخصي والاجتماعي للفرد، مع الالتزام بعدم الإقصاء للهويات الأُخر، فقد حمل مفهوم الهوية في الفكر الغربي الرؤية الأُحادية، أمّا هنا، فيدعو البحث إلى تبنّي فكرة الهوية والانفتاح على بوتقة الآخر، بغضّ النظر عن جنسه، بوصفه نظيراً لك في الخلق كما يقول إمامنا علي بن أبي طالب(عليه السلام).

ولا يكتمل تحديد الهوية الشيعية بوصفه منطلقاً خطابياً لدى الخطيب إلّا بتآزره وتضافره مع منطلق آخر أَلا وهو معالجة موجات الإلحاد، وتفشّيها في المجتمع في الأيّام الأخيرة القائمة على السلوكات الجنونية، والفهم المبتور للإسلام.

المحور الثالث: خصائص الخطيب الحسيني

يدور معنى الخصائص على التفرّد، وعدم الشراكة في الميّزات أو الخصال[23]، ولمَّا يقال خصائص الخطيب الحسيني يكون القصد منها ما امتاز به ذلك الخطيب من أُمور، سواء أكانت سلبية أم إيجابية، لازمت الطرق البيانية أو البرهانية في الخطبة.

ومن تلك الخصائص والمحامد: الأخلاق العالية، فقد قال إمامنا علي بن أبي طالب(عليه السلام): «مَن نصب نفسه إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومُعلّم نفسه ومؤدّبها أحقّ بالإجلال من مُعلّم الناس ومؤدّبهم»[24]. وفي هذا السياق قد ركّز أرسطو على أخلاق الخطيب وذهب إلى أنّها يتوقّف عليها تصديق القول، وتقبله من لدن السامع[25]. ولعلّ الأخلاق لدى الخطيب هي الوسيلة المُثلى لتحقيق الإقناع، فيقول أرسطو بهذا الصدد: «والخطيب يقنع بالأخلاق إذا كان كلامه يُلقى على نحو يجعله خليقاً بالثقة، لأنّنا سنستشعر الثقة على درجة أكبر وباستعداد أوسع»[26]. وقد سجلّت لنا مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) خطباء مشهورين امتازوا بالخُلق العالي، والتأدّب الكبير، ولعلّ حصافة القارئ تُغنينا عن ذكر الأسماء.

ومن الخصائص اللازم توافرها على الخطيب مراعاة الآخر والإيمان به، انطلاقاً من كون الآخر شريكاً، وليس جحيماً، وضرورة الانفتاح عليه وإن كان مختلفاً معنا، وكذلك الابتعاد عن الإقصاء، والتحريض، والافتضاح، فلا بدّ من استعمال سياسة الرفق، والحوار، وعدم التجريح، والتعامل معه بروح خطابية كما تعامل معه الإمام الحسين(عليه السلام) في يوم الطف، وخذْ مثالاً واحداً وهو الحرّ بن يزيد الرياحي، كيف جذبه الإمام الحسين(عليه السلام) عبر أُسلوب الإقناع والتودّد.

والمدرسة الإمامية يكفيها فخراً أن برز فيها خطباء مشهورون، انفتحوا على الآخر، وراعوا خصوصيته، ومن هؤلاء: الخطيب الدكتور الشيخ أحمد الوائلي، فقد كان في خطبه الكثيرة يستعمل الإشارة والإيماء إلى المخالفين والمختلفين معه بالرأي، دون ذكر الأسماء، أو الإلحاح على نقاط الاختلاف، وكثيراً ما استعمل التورية والكناية.

وقد لا يقف مفهوم الآخر عند هذا الحدّ، بل يمتدّ إلى الآخر المنتمي إلى أبناء العقيدة الواحدة، «إنّ الآخر فكرة لا تحمل فقط المختلف عقدياً، بل نراها تطال العقيدة الواحدة، والقومية الواحدة، فالآخر ليس بالضرورة هو البعيد جغرافياً أو صاحب العداء التاريخي أو التنافس»[27]. فطبيعة التعامل معه هنا على أساس حفظ ماء الوجه، ومعالجة التقصير الحاصل على وفق الطريقة الهادئة بعيداً عن التجريح.

ويتداخل مع مراعاة الآخر مبدأ تواصلي يتمثّل بالتعاون مع المتلقّي، وقد تكون هذه خصيصة مهمّة لدى الخطيب بوساطة استعمال الكلمات اللطيفة والمحببة، من قبيل: أيّها السامع الكريم، أو أيّها الأخ الحبيب، وهذا ما يكون بحدود القوانين اللّغوية التي تسمح بخلق مساحة التلقّي لدى السامع، وقد أُطّرت في العصر الحديث بما يسمّى بمبادئ التعاون لدى (كرايس)، وهي اتّباع قواعد الخطاب الأربعة: مبدأ الكم القائم على التحدّث بالقدر الكافي للفكرة، ومبدأ الكيف، أي: لا تقُل ما لا تعلم صدقه، أو ليس لك عليه بيّنة، ومبدأ الخبر الذي يُفيد بمناسبة المقال للمقام، ومبدأ الجهة التي تبتعد عن الالتباس. وكذلك يدخل فيه التحرّك في حدود الموضوع الواحد، وإفهام المتلقّي بأجلى طريقة، وعدم هتك ماء وجهه[28]. ولو استعنا بمثال واحد مثل خطبة الوداع، لوقفنا على قِيم تعاونية كثر، نحو: أوصيكم عباد الله، وأيّها الناس، وقد كررّها مرّات كثر[29].

وقد يتوسّع بعض الخطباء في خطبته، وينفتح على مجالات عدّة لا تكون ردّة فعل المخاطَب تجاهه إلّا أن يكون شارد الذهن، أو قد يتفوّه بعض الخطباء بكلام خارج حدود التلقّي لدى السامعين، انطلاقاً من الروايات الضعيفة، أو الروايات الموضوعة لاستدرار مشاعر السامعين، والذاكرة تحفظ لنا بعض الخطباء بهذه البساطات، فمثلاً قد يبالغ بعضهم في مسألة ظهور الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) خلافاً للروايات الصحيحة والمعتبرة الواردة عن المعصومين(عليهم السلام).

ومن أهمّ تلك الخصائص: الإقناع، ولعلّه هو الذي يُميّز الخطابة عن غيرها من الأجناس الأدبية؛ لأنّها تقوم على عرض الأفكار بأُسلوب يُرغّب الناس بما ينفعهم، وإبعادهم عمّا يضرّهم[30]، ويتمثّل الإقناع في الخطابة باستعمال الحُجج القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، والشعر العربي، وغير ذلك من الوجوه الحجاجية التي سجّلها الدرس اللساني الحديث، وهذا يعود إلى ثقافة الخطيب التي تُعدّ الصفة الأهمّ، والخصيصة الأبرز توافرها على الخطيب الحسيني؛ بسبب أنّه يناقش أكبر القضايا الإنسانية، والعقدية، والفكرية، والثورية أَلا وهي نهضة الإمام الحسين(عليه السلام)، فينبغي أن يُقدّمها بالصورة الأنضج، والأكمل للمتلقّي العربي، مع اقتران الخصائص كلّها، وغيرها، بمسألة ذات أهمّية وهي اعتقاد الخطيب بالقضية الحسينية، ولا يتمّ التغيير ولا الحسم ولا الإقناع إلّا بوجود تلك العقيدة، وأيّ عقيدةٍ تُعلى على الاعتقاد بأهل البيت(عليهم السلام)؟!

ولا يكون الخطيب مفوَّهاً ما لم يكن لديه ثقافة عالية ينطلق منها، وتتمثّل تلك الثقافة بالدراسة المكثّفة من العلوم المتعدّدة التي تنسجم مع تعدّد المتلقّين المتنوّعين، فقد يجلس أسفل المنبر الحسيني أناسٌ مثقّفون بين الثقافتين الأكاديمية والحوزوية[31].

وإذا تجاوزنا بوتقة المحاسن، وانتقلنا إلى بوتقة العيوب التي توافرت على الخطباء في هذه الأيّام، مع التنويه على أنّ هذه العيوب لا يعني وجودها لدى الخطباء كلّهم، بل قد تكون المسألة نسبية، ومن ذلك الإلحاح على الجانب العاطفي، وهذا لا ينفي أنّ سمة الخطابة الحسينية إثارة العاطفة والوجدان، بل أحياناً يؤكّد بعض الخطباء النعي والبكاء أكثر من تأكيدهم أيّ موضوع في الخطبة على حساب بقية أهداف الثورة الحسينية، وإن كان هذا الجانب مهمّاً لدى المتلقّي بشكل عام.

وقد ارتكز بعض الخطباء على الجانب الروائي، وعلى ذكر المصيبة الحسينية، كما في الطراز القديم للخطابة التي مثّلها الشيخ محمّد الكاشاني[32]، ولا ضير في هذه الحالة؛ لأنّها تدخل في باب العِظة، والاعتبار، والاستثابة، إلّا أنّ المرحلة تتطلّب طريقة أُخرى في الطرح تتلاءم والمرحلة الراهنة، وإلّا نكون قد جرّدنا الثورة الحسينية من التبلور، والتجدّد، والشمول، كما جرّدها بعضهم من البُعد السياسي، وحاول عزل الحسين(عليه السلام) عنها. وبتعبير أدق: عزل الخطابة الحسينية عن الجنبة السياسية، والتردّد في نقد الحاكم.

ومن تلك العيوب التي لا بدّ أن يجتنبها الخطباء: اللحن في اللفظ، وفي قراءة القرآن الكريم، وفي الحديث الشريف، وفي الشعر، وينبغي على الخطيب أن يستحضر ما ورد في كتاب البيان والتبيين بأنّ «اللحن هجنة على الشريف»[33].

إلى غير ذلك من العيوب، من قبيل: التشدّق، والتفيهق، والعجلة، وكثرة الحركة، والارتعاش، ناهيك عن عدم الالتزام بأجواء الخطبة، والميل نحو الدرس والمحاضرة في الأداء، كما ينبغي للخطيب أن يجتنب استعمال المجالس الجاهزة، والمكتوبة، وهذه الخطوة تُذهِب نشوة الخطابة، وتشوّه صورتها.

ولم يعن بعض الخطباء بترتيب أجزاء الخطبة وتنظيمها نحو حسن الابتداء، وحسن التخلّص، وطريقة الربط بين فقراتها، وحسن الاختتام، وقد تعورف على الخطابة الحسينية أنّها تبدأ بنصّ، وتنتهي بذكر المصيبة الحسينية، والدعاء، ولا يفوتني أن أذكر بإعجاب طريقة أداء الشيخ الوائلي في هذا الصدد.

والذي ينبغي التنبيه عليه هو سلوك بعض الخطباء وطرحهم الذي ينبغي أن يُعاد النظر فيه، وهو بساطة التفكير، وسرد بعض الحكايات والحوادث التي يفعلها بعض أتباع أهل البيت(عليهم السلام)، دون مستند شرعي؛ وهذا ممّا يوفّر على الأعداء فرصة النيل من المذهب الشيعي.

النتائج والتوصيات

بعد الإجالة البسيطة في الفكر الخطابي الحسيني اتّضح أنّ خطاب المنبر الحسيني خطابٌ متكامل الأبعاد، ولم نسمّه خطاباً ما لم تتوافر عليه معالم الخطاب، أعني: الموضوع، والقصد، والخصائص، والنصّ. والموضوع هنا هو الحسين(عليه السلام)، وما يتعلّق به من إدارة حياة على نهج الهوية الإسلامية. والقصد هو التنمية، والتنشئة، والتغيير. والخصائص كثر؛ إذ تقوم على الإقناع والقرآنية، والثقافة، والموسوعية. والنصّ ما يتفوّه به الخطيب انطلاقاً من التنظيم في الطرح، ذلك التنظيم القائم على البلاغة لتتم رباطة الجأش، وسكون الجوارح التي يركّز عليها النقّاد في الخطيب.

وقد أنجبت مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) خطباءً انصهروا في منهجين، أحدهما: قديم قائم على ذكر المصيبة، والنوح، والنعي. والمنهج الآخر: قائم على الموسوعية بدءاً من القرآنية إلى التفسير إلى الاجتماعية، إلى السياسية إلى أن تنتهي بالحسين وبمصيبته(عليه السلام)، وقد برع في هذا اللون الشيخ أحمد الوائلي، واستمرّ على هذه المدرسة خطباء كثيرون.

ولا تقوم الخطابة الحسينية، ولا تكون نوعاً من أنواع الخطابة ما لم يكن لدى الخطباء منطلقات تُحرّكهم، بدءاً من الاعتقاد بالقضية الحسينية، والانفتاح على الآخر، وممارسة دور الهداية، والإرشاد، وبيان أثر الإمامة في إدارة المجتمع، مع التحلّي ببعض الصفات، وتجنّب بعضها.

وفي هذا السياق يُستحسن أن تحظى الخطابة الحسينية بوافر الرعاية من لدن المؤسّسة الحوزية، أو الدينية في العراق ـ في النجف وكربلاء ـ عبر فتح مدارس الخطابة، ومعاهدها، ويحبذ فتحها في كلّ محافظة في أقلّ تقدير بفعل الحاجة الماسّة إليها، وقساوة الظرف الذي يمرّ به بلدنا العزيز.

وكذلك ضرورة إلقاء الخطب الحسينية في المساجد والابتعاد عن الأماكن غير المتخصّصة نحو الساحات العامّة، والبيوت، وغير ذلك؛ والحجّة في ذلك تعزيز العلاقة بين الناس والمسجد، مع تجنّب قضية المأكل والمشرب قبل الخطبة، وهذا ما يحدث كثيراً.

ولن تُتوّج الخطابة بالنجاح ما لم يكن الخطيب مزوَّداً بثقافة عالية وموسوعية تمدّه بالطرح المتّسع لحظة الخطابة؛ ليستميل قلوب الناس، فضلاً عن مراعاة روح الثورة في هذا النوع من الخطابة.

المصادر

1. إحياء عاشوراء، السيّد صادق الحسيني الشيرازي، منشورات الرشيد، الطبعة الثانية، 1430هـ.

2. الأمالي، الشيخ الطوسي، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية ـ مؤسّسة البعثة، دار الثقافة، قم، الطبعة الأُولى، 1414هـ.

3. أمير المنابر، صادق جعفر الروازق، دار المحجة البيضاء، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1425هـ ـ 2004م.

4. البيان والتبيين، أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، تحقيق: عبد السلام محمّد هارون، مكتبة ابن سينا للنشر والتوزيع، الطبعة الأُولى، 2010م.

5. ثنائية الأنا والآخر الصعاليك والمجتمع الجاهلي، عبد الله بن محمّد بن طاهر التريسي، بحث منشور في مجلّة التراث العربي، اتحاد الكتاب العرب بدمشق، العدد: 120ـ 121، 2011م.

6. الخطابة السياسية من عصر صدر الإسلام حتّى نهاية العصر العباسي الأول.. دراسة لغوية تداولية، خالد إسماعيل صاحب، (أطروحة دكتوراه)، جامعة القادسية، كلية الآداب، 1436هـ ـ 2015م.

7. الخطابة وإعداد الخطيب، عبد الجليل عبده شلبي، دار الشروق، القاهرة ـ مصر، الطبعة الثالثة، 1408هـ ـ 1987م.

8. الخطابة، أرسطو طاليس، تحقيق: عبد الرحمن بدوي، دار القلم، بيروت ـ لبنان، 1979م.

9. دليل الناقد الأدبي إضاءة لأكثر من سبعين تياراً ومصطلحاً نقدياً معاصراً، ميجان الرويلي، والدكتور سعد البازعي، المركز الثقافي العربي، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثالثة، 2002م.

10.صورة الآخر في أدب الرحلات الأندلسية، بلال سالم الهروط، (أطروحة دكتوراه)، جامعة مؤتة، 2008م.

11.العصر العباسي الأوّل، شوقي ضيف، دار المعارف، مصر ـ القاهرة، الطبعة السادسة عشر، 1966م.

12.العصر العباسي الثاني، شوقي ضيف، دار المعارف، مصر ـ القاهرة الطبعة الثانية، 1973م.

13.فنّ الخطابة الحسينية، محمّد باقر المقدسي، مؤسّسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1429هـ ـ 2008م.

14.فنّ الخطابة وإعداد الخطيب، علي محفوظ، دار الاعتصام، 1984م.

15.كتاب التعريفات، أبو الحسن علي بن محمّد بن علي الجرجاني، تحقيق: محمّد باسل عيون السود، منشورات محمّد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثانية، 1424هـ ـ 2003م.

16.كتاب الصناعتين الكتابة والشعر، أبو هلال العسكري، تحقيق: علي محمّد البجاوي، ومحمّد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 2006م ـ 1427هـ .

17.اللسان والميزان أو التكوثر العقلي، طه عبد الرحمن، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء ـ المغرب، الطبعة الثانية، 2006م.

18.المعجم الفلسفي، جميل صليبا، منشورات ذوي القربى، قم ـ إيران، الطبعة الأُولى، 1385هـ.

19.المنطق، محمّد رضا المظفر، دار الغدير، قم ـ إيران، 1426هـ.

20.الموسوعة الحرة ويكيبيديا، موقع على الشبكة العنكبوتية.

[1] طاليس، أرسطو، الخطابة: ص9.

[2] يرى المناطقة أنّ الصناعة معناها الملكة النفسانية التي يقتدر بها على استعمال أمور لغرض معين.اُنظر: المقدسي، محمّد باقر، فنّ الخطابة الحسينية: ص11.

[3] المظفر، محمّد رضا، المنطق: ص357.

[4] اُنظر: شلبي، عبد الجليل عبده، الخطابة وإعداد الخطيب: ص143.

[5] اُنظر: محفوظ، علي، فنّ الخطاب وإعداد الخطيب: ص20- 21.

[6] السعيدي، خالد إسماعيل، الخطابة السياسية من عصر صدر الإسلام حتّى نهاية العصر العباسي الأوّل دراس-ة لُغوية تداولية: ص23، (أُطروحة دكتوراه).

[7] اُنظر: المصدر السابق: ص23.

[8] اُنظر: ضيف، شوقي، العصر العباسي الأول: ص448 - 452.

[9] اُنظر: المصدر السابق: ص526- 527.

[10] اُنظر: طاليس، أرسطو، الخطابة: ص29.

[11] أبو هلال العسكري، الحسن بن عبد الله، كتاب الصناعتين: ص125.

[12] اُنظر: محفوظ، علي، فنّ الخطابة وإعداد الخطيب: ص70.

[13] اُنظر: شلبي، عبد الجليل عبده، الخطابة وإعداد الخطيب: ص80.

[14] اُنظر: الروازق، صادق جعفر، أمير المنابر: ص151.

[15] محفوظ، علي، فنّ الخطابة الحسينية: ص127.

[16] اُنظر: محفوظ، علي، فنّ الخطابة الحسينية: ص23- 31.

[17] اُنظر: ابن منظور، محمّد بن مكرم، لسان العرب: ج9، ص 138.

[18] الشيرازي، صادق، إحياء عاشوراء: ص67.

[19] الموسوعة الحرة ويكيبيديا.

[20] اُنظر: الرويلي، ميجان، والبازعي، سعد، دليل الناقد الأدبي إضاءة لأكثر من سبعين تياراً نقدياً معاصراً: ص186- 187.

[21] الشيرازي، صادق، إحياء عاشوراء: ص187.

[22] الطوسي، محمّد بن الحسن، الأمالي: ص703.

[23] اُنظر: الجرجاني، علي بن محمّد، كتاب التعريفات: ص103.

[24] خطب أمير المؤمنين(عليه السلام)، نهج البلاغة: الحكمة 73.

[25] طاليس، أرسطو، الخطابة: ص29.

[26] المصدر السابق.

[27] الهروط، بلال سالم، صورة الآخر في أدب الرحلات الأندلسية: ص17 (أطروحة دكتوراه).التريسي، عبد الله بن محمّد بن طاهر، ثنائية الأنا/والآخر الصعاليك والمجتمع الجاهلي، مجلّة التراث العربي، العدد: 120- 121: ص173.

[28] اُنظر: طه، عبد الرحمن، اللسان والميزان أو التكوثر العقلي: ص237- 238.

[29] الجاحظ، عمرو بن بحر، البيان والتبيين: ج2، ص19 وما بعدها.

[30] اُنظر: صليبا، جميل، المعجم الفلسفي: ج1، ص531.

[31] يفترض أن يكون تعبيرنا: الحوزي وليس الحوزوي؛ لأنّ حوزة يكون النسب منها حوزي، إلّا أنّ إيثارنا لهذا الخطأ الشائع خشية الخلط لدى المتلقّي.

[32] اُنظر: الروازق، صادق، أمير المنابر: ص159.

[33] الجاحظ، عمرو بن بحر، البيان والتبيين: ج2، ص137.

الخطيب الحسيني محاولة استكشافية في المنطلقات والخصائص