مقدّمة

يسعى هذا البحث لدراسة الأداء الأُسلوبي في ضوءِ المستوى التركيبي للدعاء في زيارة عاشوراء (المشهورة، وغير المشهورة)، التي زار بها الإمام الباقر× جدّه الإمام الحسين×، في ضوء الأبنية التركيبية، قراءةً أُسلوبيةً لبعض التراكيب الواردة في زيارة عاشوراء المقدّسة، والكشف عن معانيها في ضوء الأُسلوبية التركيبية، فاللغة والأُسلوب متلازمان، وثنائيّان لا ينفصلان، على أنّ الأُسلوب يُحدّد اللغة ويرسمها.

فالأُسلوب بما أنّه مرتبط بالكلام، فهو سلوك فردي مقابل اللغة التي هي نظام جماعي، فهو تصرّف الفرد في حدود قوانين اللغة المتاحة؛ وذلك بالارتكاز على وظيفة الإبلاغ والإفهام، كما أنّنا نجد سمات أُسلوبية مشتركة، منها نمط التركيب على مستوى التعابير والأساليب.

ومن الأُسلوبيّين مَن بحث في العلاقة القائمة بين مكوّنات النصّ اللغوية ذات الطابع الأُسلوبي وما يخضع له الكاتب من تأثير سيكولوجي، وهذا ما يوضّح ـ بشكل جلي ـ عناية المنشئ بقواعد تنظيم الكلمات والاعتناء بفصاحتها ونقائها وصولاً إلى دلالة عميقة. وبذلك تقتضي الدراسة رصد كلّ المقاطع التي تحمل أثراً، وتفكيك الوسائل الأُسلوبية التي تتكوّن منها، فاختيار الكلمات والتعابير على المستوى الدلالي والتركيبي له جماليّته الخاصّة، بل حتى إنّها تمتصّ كلّ الجوانب الأُخرى؛ لكي يكون هناك تأثير كلّي وفاعل في المتلقّي.

ليست الأُسلوبيّة في حقيقتها إلّا دراسة أشكال التفنّن في الأداء الكلامي في مستوى مُعيّن غايته مزدوجة، فهو بالإضافة إلى كونه خطاباً ينقل فكراً، كذلك هو يغلق هذا الفكر أو يُخرجه بألوان إبداعيّة تحقّق ـ زيادة على الإبلاغ ـ التأثير والمتعة والجمال، فمُنشِئ النصّ خالق الكلمات، وليس خالق الأفكار، وترجع عبقريّته كلّها إلى الإبداع اللغوي.

والتركيب عنصر أساسي في الظاهرة اللغوية، وليس الأُسلوب إلّا شبكة من تقاطع العلاقات الركنية بالعلاقات الجدولية، فالكلمات تتوزّع داخل الخطاب على خطّ أُفقي، ويكون لتجـاوزها تأثير دلالي، وصوتي، وتركيبي.

والتركيب لا يُهمَل في علم الدلالة، فعلم الدلالة غير واضح حتى في علم اللغة ذاته؛ لأنّ المعنى ليس محدّداً بالكلمات، ولكنّه موجود فوق مستوى الكلمة وتحتها في آنٍ واحد، تحتها على مستوى السوابق واللواحق، وفوقها على مستوى الجُمل الناقصة والجُمل الفعلية غير التامّة والجُمل التامّة، فالميزة الخاصّة تحمل طبيعة الترابط أو التراكيب أو الانصهار بين تحقيق في العبارة والفئة الجماليّة، وإذا تمّ العثور على هذه الميزة؛ فذلك يُتيح تفسير أصل العمل النوعي وإبرازه وعرضه؛ إذ ذاك تدخل الأُسلوبية بطريقة جلية في إعداد البحث عن الخاصّية الدلالية التي هي نواة الإبداع الشكلي، فالكثير ينظر لعلم الدلالة أنَّه في مستوى الكلمات أو الجمل ككلّ مع إهمال تراكيبها، ويتجلّى علم الدلالة على الكلمة والجملة وخصائص تركيبها.

وما يكمن إضافته هاهنا هو أنّ المبدع له حقّ التصرّف في تراكيبه، ولكن وفق معايير نحوية، وفنّية... ولكن ليس له حقّ التصرّف في بعض الجمل والعبارات، وتتمثّل هذه العبارات عموماً في الشواهد والأمثال والحِكم والأقوال المأثورة ^{^[1]}.

وفي ضوء ما تبيّن نخلص إلى أنّ التركيب وجه مهمّ من أوجه الأُسلوبية، بل إنّه مدار الأُسلوب، ودراسة التركيب دلاليّاً له جانب مهمّ في علم الدلالة، والتركيب له أهمّية كبيرة إن صيغ بشكل جيد ليرسم التأثير في المتلقّي الذي هو مدار ومقصد عملية التواصل. وفي عملية التركيب يجب مُراعاة قيود ومعايير نحوية وفنّية ولغوية.

وبالرغم من أنّ الدراسة في هذا البحث جرت في إطار الأُسلوبية التركيبية بيد أنّها حاولت الإفادة من بعض العناصر التي تتضافر مع التراكيب في الكشف عن دلالة اللفظة وتجلّيتها من ذلك النسق اللغوي والأُسلوبي للسياق وداعية المقام ومقتضى الحال؛ إذ إنّ هذه التراكيب تتآزر في الكشف عن الدلالات المقصودة في الألفاظ.

وحاولتُ جاهداً ـ في هذا البحث ـ تطبيق الأُسلوبية التركيبية في نصوص الدعاء التي وردت في زيارة عاشوراء، مستهلَّاً البحث بمقدّمة، ومن ثمَّ لحقها مبحثان، وخاتمة.

وقد تناولت في المبحث الأوّل أُسلوبية التقديم والتأخير، وضمَّ المبحث الثاني أُسلوبية الحذف والذكر، ومن ثمَّ خَلُصَ البحث إلى أهمِّ النتائج التي توصّلت إليها.

المبحث الأول: أُسلوبية التقديم والتأخير

يُعرَّف التقديم والتأخير بأنَّهما: «بابٌ تتبارى فيه الأساليب، وتظهر المواهب والقدرات، ويدلُّ على التمكُّن في الفصاحة، وحسن التصرُّف في الكلام ووضعه الموضع الذي يقتضيه المعنى»^{^[2]}.

فمن المسلَّم به أنَّ الكلام يتألّف من كلمات أو أجزاء، ولا يمكن نطقها دفعة واحدة، بل لا بدّ على المتكلّم عند النطق بالكلام من تقديم بعضه وتأخير بعضه الآخر، وليس شيء من أجزاء الكلام بذاته أولَى بالتقديم من الآخر؛ لأنّ جميع الألفاظ ـ من حيث هي ألفاظ ـ تشترك في درجة الاعتبار، هذا بعد مراعاة ما تجب له الصدارة كألفاظ الشرط والاستفهام^{^[3]}.

وعلى هذا؛ فتقديم جزء من الكلام وتأخيره لا يرد اعتباطاً في نظم الكلام وتأليفه، وإنَّما يكون عملاً مقصوداً يقتضيه غرض بلاغي أو داعٍ من دواعي البلاغة، فتقديم الكلمة على أُختها من شجاعة العربية كما يقول ابن جنّي^{^[4]}.

إنَّ تقديم اللفظ وتحويله من مكان إلى آخر يؤدّي إلى تغيّر المعنى، وتغيّر المعنى يؤدّي إلى تغيّر اللفظ، وهذا من أهمّ المنبّهات الأُسلوبية التي تؤدّي إلى لفت انتباه المتلقّي وتعمل على إيقاظ وعيه؛ فإنّ الانحراف عن المعيار والانزياح إلى آخر لا بدّ أن تصحبه دلالة هامشية يقتضيها المقام وسياق الحال^{^[5]}، فأصل الكلام أن يكون المُقدَّم مُقدَّماً والمُؤخَّر مُؤخَّراً، فتقديم الكلمات وتأخير بعضها عن بعضها الآخر لا يكون عبثاً وجزافاً، وإنَّما يحصل وفق ضوابط وأُسس وأغراض يقصد إليها المتكلّم الحاذق في كلامه والمُتمَّرس عليه.

وعُرف التقديم والتأخير في المباحث الأُسلوبية، وتوسّع الباحثون فيه؛ لما يتمثّل فيه من انحراف ترتيب العبارات وأجزائها في تركيب الجملة العربية؛ إذ يُعدُّ «وسيلة أُسلوبية يلجأ إليها المنشئ لنقل أفكاره ومشاعره، ويشرك معه في أُفق التفكير»^{^[6]}. وأنَّ العدول عن هذا الترتيب يمثّل خرقاً في نظام اللغة المألوف.

وقد ظهرت هذه السمة الأُسلوبية كظاهرة في تراث البلاغة العربية، وهذا ما يظهر من الجرجاني في نصّه في التقديم والتأخير بقوله: «هو باب كثير الفوائد، جمّ المحاسن، واسع التصرّف، بعيد الغاية، لا يزال يفتر لك عن بديعة، ويُفضي بك إلى لطيفة، ولا تزال ترى شعراً يروقك مَسمعُهُ، ويلطف لديك موقعه، ثمّ تنظر فتجد سبب أن راقك ولطُف عندك: أن قُدِّم فيه شيء، وحُوِّل اللفظ عن مكان إلى مكان»^{^[7]}.

وأشار النحويّون القدماء والدارسون والمحدثون إلى الرتب المحفوظة وغير المحفوظة في التقديم والتأخير^{^[8]}، والذي يخرق القانون بوضع عنصر في موقع دون آخر مع ملاحظة التغيير الموقعي، فلا بدّ أن يكون موافقاً مع تعبير المنشئ والمزايا الأُسلوبية في الجملة العربية^{^[9]}.

ومن المتعارف أنّ بنية التقديم والتأخير تمثّل انزياحاً عن أنماط اللغة ومعاييرها الثابتة، وأنّ الجملة لا تتميّز بحتمية صارمة في ترتيب ألفاظها ودوالّها^{^[10]}.

ويلتقي في البناء التركيبي النحوي أطراف متعدّدة، منها: الأُسلوب، والتركيب، وإرادة المنشئ. ولكي يكون الوضوح الدلالي له دور في السياق؛ فأنّه يتحقّق في ترتيب مُعيّن للألفاظ اعتماداً على أُسلوب المنشئ في التعبير والتأثير الواضح في المتلقّي^{^[11]}.

وإنّ لكلّ من التقديم والتأخير غاية دلالية وتأثيرية في الجملة، في ضوء الرتب المحفوظة وغير المحفوظة، بما تسمح لها حدود اللغة أن تقوم بتحرّك الدوالّ من أماكنها الأصلية إلى أماكن أُخرى، لتؤدّي دورها في الموقع والوظيفة^{^[12]}.

أمّا مرونة التقديم والتأخير في النظام اللغوي، فسببها القرائن المتعدّدة في الجملة العربية^{^[13]}، وأنّ الدلالة في الوظيفة النحوية الواحدة لا تؤدّي غايتها إذا تكرّرت في القصيدة الواحدة أو الشعر كلّه^{^[14]}، فالسياق يُضفي بُعداً آخَر، وهو الوضوح الدلالي، فضلاً عن تقديم الألفاظ وتأخيرها في النصوص التركيبية التي تؤدّي غايتها في النصّ، فيكون التقديم والتأخير لأهداف معنوية غرضها لفت أنظار المتلقّي^{^[15]}.

ويمكن جمع هذه الظاهرة في الدعاء الذي ورد في زيارة عاشوراء الشريفة على الأنحاء التالية:

أوّلاً: تقديم الخبر على المبتدأ

إنّ تقديم الخبر على المبتدأ له مقاصد كثيرة تحدّث عنها العلماء، منها: القصر، وقد ورد هذا المقصد في زيارة عاشوراء الشريفة في قوله×: «اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ لَكَ عَلى مُصابِهِمْ، الحَمْدُ للهِ عَلى عَظِيمِ رَزِيَّتِي»^{^[16]}. فقد قُصِرَ الحمدُ على الخالق تعالى، أي المستجمع لهذه الصفة، وإن وجِد غيره متحلياً بها فلا تعدو أن تكون قطرة من بحر حمده المتلاطم وجُوده اللامتناهي؛ ولهذا نقرأ في فاتحة كتابه المجيد: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)^{^[17]}.

فتقديم الخبر ـ شبه الجملة (لك) ـ على المبتدأ ـ (الحمد) ـ قد حمل معنىً بلاغيّاً تمثّل في بيان أهمّية المُسنَد إليه، أي أنّ الشكر والحمد لله تعالى؛ ومن ثمّ فإنّ الشكر والحمد مطلوبان من الإنسان في كلّ الأحوال والظروف حتى لو واجه ظروفاً وبلايـا قـاهرة، فلا بدّ أن يكـون شـعاره وكلامه الحمـد لله في السرّاء والضرّاء، وأن يعرف أنّ مـا يـأتـي مـن الله ـ جلّ اسمه ـ كلّه خير وفضل ونعمة، ولا بدَّ من وجود حكمة إلهيّة فيها.

ولا بدّ أن نعرف بأنَّه لا يـوجـد هنـاك أيّ تناقض بين أن يُظهر الإنسان مظلوميّته للآخريـن ويلعـن الظالمين، وأن يحمد الله تعالى ويُثني عليه لما نزل به. وهـذا مـا يـؤيّـده العقـل والنقل، فقد جاء في الحديث الشريف: «الشكر نصف الإيمان، والصـبر نصـف الإيمان»^{^[18]}. إذ إنّ الإنسان لا يخلو من المصائب، وهو في الوقت نفسه لا يخلـو مـن النـِّعـم الإلهيّـة أيضاً؛ فلذا يجب أن نواجه الرزايا بالصبر، والنعم بالشكر، وقد يواجه المؤمـن هذين الأمرين في وقت واحد.

ثم إنّ عدم الشكر لله تعالى هو نوع مـن الكفر، كقوله جلَّ ذكره: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)^{^[19]}.

وقالت السيّدة زينب’ في جواب ابن زياد (لعنة الله عليه) عندما سألها: كيـف رأيـتِ صنع الله بأهل بيتك؟ قالت: «ما رأيت إلّا جميلاً، هؤلاء قوم كُتب عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم...»^{^[20]}.

وقالت: «...الحمد لله الذي ختم لأوّلنا بالسعادة، ولآخرنـا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب، ويوجب لهم المزيد، ويُحسن علينـا الخلافة، إنّه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل»^{^[21]}.

فالغرض الذي خرج إليه تقديم الخبر ـ شبه الجملة (لك) ـ القصرُ، فالحمد لا يختصّ بالنعم وحدها، فكلّ نعمة وغيرها تستحقّ الحمد لله تعالى، إلَّا أنّ بعض النعم خاصّة به تعالى، وهي نعمة الإلهام، فجاء التقديم ليحمل دلالة قصر الحمد لله تعالى.

وللقصر أنماط، فمن أنماطه: الاختصاص، فقد جاء في زيارة عاشوراء الشريفة^{^[22]}: «اَللّـهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى جَميعِ ما نابَ مِنْ خَطْب، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى كُلِّ أَمْر، وَإلَيْكَ الْمُشْتَكى فِي عَظيمِ الْمُهِمّاتِ بِخِيَرَتِكَ وَأَوْلِيائِكَ، وَذلِكَ لِما أَوْجَبْتَ لَهُمْ مِنَ الْكَرامَةِ وَالْفَضْلِ الْكَثيرِ»^{^[23]}، فتقدّم الخبر (لك) على المبتدأ (الحمد) مرّتين قد حمل معنىً بلاغيّاً تمثّل في بيان أهمّية المُسند، ممّا ينبغي العناية والاهتمام به؛ لأنّه منسوبٌ إليه تعالى، فالحمد يكون لما هو حاصل من المحاسن في الصفات أو الأفعال، والله تعالى حيّ له الصفات الحسنى والأفعال الجميلة، فمَن يُريد حمده يحمده على صفاته وعلى أفعاله وأنعامه.

والحمد: هو الثناء والنداء على الجميل من نعمة وغيرها، مع المحبّة والإجلال^{^[24]}، تقول: حمدت الرجل على إنعامه وجوده وفضله وكرمه.

وفي المقطع نفسه نلاحظ تقدّم شبه الجملة الخبر (إليك) على المبتدأ (المشتكى)، وفيه دلالة على بيان خصوصية الدعاء، وهو الحلقة الواصلة التي تجعل العبد على اتّصال دائم ومستمرّ بالله سبحانه وتعالى، وما مجيئنا إلى الدنيا إلّا للاختبار والامتحان؛ لذا فإنّنا معرّضون دائماً إلى الإصابة بالحزن والهمّ والابتلاء، وهنا يأتي دور المؤمن في كيفيّة التعامل مع هذا الابتلاء، فهل يجزع ويفزع لما أصابه، أو يصبر ويرضى ويوجّه بشكواه وحزنه إلى الله تعالى؟

ثانياً: تقديم شبه الجملة

أـ تقديم شبه الجملة على الفاعل: جاء في زيارة عاشوراء الشريفة: «اللّهُمَّ العَنْ أَبا سُفيانَ وَمُعاوِيَةَ وَيَزِيدَ بْنَ مُعاوِيَةَ عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ أَبَدَ الآبِدِينَ، وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيادٍ وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الحُسَيْنَ صَلَواتُ الله عَلَيْهِ»^{^[25]}، فإنّ تقديم شبه الجملة (به) على الفاعل (آل) غرضه العناية والاهتمام والبيان بأنّ آل زياد وآل مروان قد سنّوا للناس سُنّة الفرح في يوم عاشوراء، وأمروا الناس بصيام ذلك اليوم، واتّخذوه يوم فرح وسرور. والصوم ـ في غير شهر رمضان وما وجب على الإنسان ـ لا يكون إلّا للتعبير عن الشكر، فلا يُصام يومُ عاشوراء؛ لأنّه يوم مصيبة، ويوم مشؤوم عند آل محمّد‘، لكنّ بني أُمية أمروا الناس بصيامه فرحاً بمقتل الإمام الحسين×، وقد نصّ على ذلك أهل البيت^ في كلماتهم ووصاياهم الشريفة، ونبّهوا أصحابهم وشيعتهم على ذلك.

ومن ذلك ما روي عن جعفر بن عيسى، قال: سألت الرضا× عن صوم عاشوراء وما يقول الناس فيه، فقال: «عن صوم ابن مرجانة تسألني؟! ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين×، وهو يوم يتشاءم به آل محمّد|، ويتشاءم به أهل الإسلام، واليوم الذي يتشاءم به أهل الإسلام لا يُصام ولا يُتبرّك به. ويوم الإثنين يوم نحس قبض الله} فيه نبيّه|، وما أُصيب آل محمّد إلّا في يوم الإثنين، فتشاءمنا به وتبرّك به عدوّنا. ويوم عاشوراء قُتل الحسين (صلوات الله عليه) وتبرّك به ابن مرجانة، وتشاءم به آل محمّد (صلّى الله عليهم)، فمَن صامهما أو تبرّك بهما لقي الله تبارك وتعالى ممسوخ القلب، وكان حَشْرهُ مع الذين سنّوا صومهما والتبرّك بهما»^{^[26]}.

ب ـ تقديم شبه الجملة على الخبر: جاء في زيارة عاشوراء الشريفة^{^[27]}:«فَإِنّا للهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُون،َ صَلَواتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيّاتُهُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنَ، وَعَلى آبائِكَ الطَّيِّبينَ الْمُنْتَجَبينَ، وَعَلى ذُرِّيّاتِكُمُ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ»^{^[28]}، فتقدَّم شبه الجملة (إليه) على الخبر (راجعون) إظهاراً للاهتمام والعناية؛ فإنّ الكلام في هذا المقطع هو دعاء يقوله المؤمن عند وقوعه في مصيبة ما، أو عند سُماعه بخبر وفاة شخص ما، وهو يعني: حقّاً أنّنا ننتمي إلى الله وأنّنا إليه سنعود.

ج ـ تقديم شبه الجملة على المفعول به: جاء في زيارة عاشوراء الشريفة: «وَثَبِّتْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الحُسَيْنِ وَأَصْحابِ الحُسَيْنِ الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الحُسَيْنِ عَلَيهِ السَّلامُ»^{^[29]}، فتقديم شبه الجملة الجار والمجرور (لي) على المفعول به (قَدَم) يُشير به× إلى تثبيت القَدَم ـ أي أن يُثبت قدمي ـ في طريق الحسين× وأهل بيته وأصحابه، أي يجعـل عقيدتـي ومحبّتـي لـهم نقيـة وراسخة وثابتة في الدنيا والآخرة، وأن أكون معهم في جنّات النعيم، وألّا يُبعدني عنهم طرفة عين أبداً.

ثالثاً: تقديم المفعول على الفاعل

جاء في زيارة عاشوراء الشريفة: «وَلا جَعَلَهُ الله آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيارَتِكُمْ. السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ، وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ، وَعَلى أَوْلادِ الحُسَيْنِ، وَعَلى أَصْحابِ الحُسَيْنِ»^{^[30]}، فإِنَّ تقديم المفعول به (هاء الغيبة) في الفعل (جعله) على الفاعل (لفظ الجلالة) المتأخّر عنه في الجملة ممّا يقتضيه السياق، فالمعنى: لا جعل الله عهدي هذا لزيارتك آخر العهـد منّي لهـا.

وإرجاع الضمير إلى السلام المذكور أوّلاً بعيد لا يُناسب المفعول الثاني للفعل (جعل)، وإنّما المناسب له أن يُقال: ولا جعله الله آخـر تـسليمي أو سلامي عليـك. كمـا وقع نظير ذلك في الرواية التي جاءت عن أحد أصحاب الإمام الصادق×، قال: سألت أبا عبد الله× عن وداع قبر النبي|، قال: «تقول: صلّى الله عليك، السلام عليك، لا جعله الله آخر تسليمي عليك»^{^[31]}.

وبالجملة: لا بدّ من اتّحاد مفعولي (جعـل) بـالنوع، كقولك: لا جعل الله وداعي هذا آخر الوداع، أو زيارتي آخر الزيارة، أو صلاتي آخـر الـصلاة، أو تسليمي آخر التسليم. وأمّا مع اختلافهما بالنوع كقولك: ولا جعل الله وداعي آخر الزيارة، أو العكس. أو صلاتي آخر التسليم، أو العكس. أو تسليمي آخر الزيارة، أو آخر الـوداع. ونحـو ذلـك، فكـلّ ذلـك تعبير منحرف عن الاستقامة، مختـلّ النظام والانتظام کما لا يخفى.

المبحث الثاني: أُسلوبية الحذف والذكر

أوّلاً: الحذف

وهي ظاهرة يُراد بها: «إسقاط جزء من الكلام أو كلّه لدليل»^{^[32]} دون إخلال بالمعنى. «وأهمّية الحذف... تنبع من أنّه يُثير الانتباه، ويلفت النظر، ويبعث على التفكير فيما حُذِفَ، فتحدث عملية إشراك للمتلقّي في الرسالة الموجّهة إليه»^{^[33]}.

وتمثّل هذه الظاهرة الأُسلوبية انزياحاً تركيبياً، فالحذف في كلام العرب أُسلوب معهود ومسلك معروف يعمد إليه المتكلّم لتحقيق أغراض بلاغيّة مُعيّنة تُفيد في تقوية الكلام وإخراجه على الأُسلوب الأمثل؛ على اعتبار أنّ ظاهرة الحذف من الظواهر الأُسلوبيّة الواضحة في التركيب اللغوي التي يميل إليها المتكلّم للإيجاز والاختصار، فيختزل أجزاءً من الكلام إذا وجد ما يدلّ عليها من القرائن^{^[34]}؛ لأنّ وراء الحذف أسراراً ومزايا، ولا يُدرك هذه الأسرار والمزايا إلّا الخبير بأُساليب الكلام، الذي له معرفة بطرائق القول، فالمتكلّم يُسقط جزءاً من أجزاء الكلام ولا يختلّ المعنى بهذا الإسقاط، بل يزيده حُسناً وجمالاً ورونقاً، وتكثر فوائده ومزاياه^{^[35]}.

ومن هذه الفوائد كأن يكون الحذف بقصد التفخيم والتعظيم، أو زيادة في الكلام من خلال استنباط الحرف المحذوف، أو طلباً للإيجاز والاختصار، أو غير ذلك من الفوائد البلاغية^{^[36]}.

ولمَّا كانت اللغة العربية لغة الاختصار، فالمتكلّم يُحاول أن يُوصِل ما يريده من أفكاره بأقلّ ما يمكن من الكلمات، شريطة أن يكون هذا الاقتصاد في القول غير مُخلٍّ بالمعنى.

ومن مواطن الحذف التي رصدناها في الدعاء الذي ورد في زيارة عاشوراء الشريفة ما يلي:

أـ حذف الفاعل: جاء في زيارة عاشوراء الشريفة: «فَأَسْأَلُ الله الَّذِي أَكْرَمَ مَقامَكَ وَأَكْرَمَنِي بك أَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثأرِكَ مَعَ إِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ»^{^[37]}، فإنَ الإمام× لم يصرّح بذكر الفاعل في الأفعال (أكرم، وأكرمني، ويرزقني)؛ لأنَّه معلوم ولا توجد حاجة إلى ذكره، وهو لفظ الجلالة (الله)، فهو ـ} ـ الذي أكرم مقام الإمام×، وهو ـ جلّ ذكره ـ الذي يُكرم الداعي أو السائل الذي يدعوه بمعرفة الإمام الحسين×، وهو ـ جلّ جلاله ـ الذي يرزق مَن يشاء بغير حساب.

فهو تعالى بيده هذه الأشياء لا بيد غيره، فضلاً عن أنّ تكرار ذكر الفاعل أو الاسم يؤدّي إلى ملل السامع.

هذا بالإضافة إلى حالة الدعاء التي لا تسمح بمثل هذا التكرار؛ إذ إنّ الإمام× أراد به أن يحمل أكبر قدر من المعاني التي أفصح عنها.

ثم إنَّ هذا الإيجاز لم يكن هو الغاية الوحيدة التي اقتضت هذا الحذف، فثمّة معانٍ أُخرى حقّقها الحذف غير الإيجاز، منها تسهيل الحفظ، وتقريب الفهم. ولعلَّ الحذف في هذه الموارد قد وقع بقصد الإمام× ذلك، بمعنى أنّه× تعمَّد عدم الإفصاح عن المحذوف؛ لأنَه يكون في ذكره معنىً غير الذي يكون في حذفه؛ لأنّ موارد الذكر والحذف تختلف بلاغيّاً بحسب المقام الذي يورد فيه الكلام.

ب ـ حذف حرف النداء: جاء في زيارة عاشوراء الشريفة^{^[38]}: «السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ، يَابْنَ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَيَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، وَيَابْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهيدُ ابْنَ الشَّهيدِ»^{^[39]}^{^[40]}، فإنَّ (ابن الشهيد) هنا منادى مضاف حُذف منه حرف النداء (يا)، الأمر الذي حقّق إيجازاً في القول؛ إذ إنَّ من دواعي الحذف هو الإسراع والعجلة كي يفرغ المتكلّم من كلامه بأقصر وقت وأقلّ كلمات بأكثر المعاني، أو يُراد به الإيجاز إذا كان المقام يقتضي ذلك.

فحذف حرف النداء إشارة إلى الحرص على التنبيه؛ لأنّ المطلب الذي أُلقي إلى المخاطَب أمر مهمّ ربّما يفوت عليه بطول النداء، فكان لا بُدّ أن يُنبّه عليه؛ لئلا يفوت عليه ذلك، أو يغفل عنه، أو يُشتبه عليه.

لذا؛ كان غرض حذف حرف النداء الإيجاز والاقتصاد في إيصال المعنى، وهو أمر واضح لا غبار عليه.

أمّا الزمخشري فهو يرى أنّ للحذف نكتة أُخرى، وهي تقريب المنادى من المتكلّم وتلطيف لمحلّه عنده^{^[41]}.

ثانياً: الذكر

وهو«الأصل الذي تقتضيه عملية التواصل اللغوي بين المتكلّم والمتلقّي»^{^[42]}.

وللذكر معانٍ ودلالات، منها^{^[43]}: التقرير والإيضاح، وعدم فهم المتلقّي، وتعظيم المذكور أو تحقيره، أو التلذّذ بذكره، أو التبرّك به.

ومثلما كوّن الحذف ظاهرة أُسلوبية في الدعاء الذي ورد في زيارة عاشوراء؛ فإنّ الذكر كوَّن ظاهرة أيضاً، وحمل دلالات وملامح أراد الإمام× الإفصاح عنها في ضوئه، فقد ورد فيها إظهار الفاعل وذِكره مع إمكانية حذفه أو إبداله بضمير ينوب عنه.

ومن تلك النصوص التي جاءت في هذه الزيارة الشريفة: «فَلَعَنَ الله أُمَّةً أَسَّسَتْ أَساسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ، وَلَعَنَ الله أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ الله فِيها، وَلَعَنَ الله أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ، وَلَعَنَ الله المُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ، بَرِئْتُ إِلى الله وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ وَأَوْلِيائِهِمْ. يا أَبا عَبْدِ الله، إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إِلى يَوْمِ القِيامَةِ، وَلَعَنَ الله آلَ زِيادٍ وَآلَ مرَوْان، وَلَعَنَ الله بَنِي أُمَيَّةَ قاطِبَةً، وَلَعَنَ الله ابْنَ مَرْجانَةَ، وَلَعَنَ الله عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ، وَلَعَنَ الله شِمْراً، وَلَعَنَ الله أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ»^{^[44]}، فإنّ الإمام× ذكر الفاعل ـ وهو (لفظ الجلالة) ـ في جملة (ولعن الله) المتكرّرة، وأبرزه وكرّره مرّات عديدة، مع أنَّه قد ذكره ظاهراً وصريحاً في أوّل جملة سبقت هذه الجمل، ثمّ أعاد التصريح به في كلّ الجمل اللاحقة.

وقد حقّق هذا الذكر في الموضوع دلالتين:

1ـ جعل ذهن المتلقّي نشيطاً؛ وذلك من خلال إبعاد الرتابة عنه بواسطة التنوّع الأدائي ما بين الذكر والحذف.

2ـ إنّ الذكر يُنبِئ عن أهمّية الأمر الذي يُصرّح بفاعله ويُوضِح مسؤوليّته المباشرة عنه؛ لذا يعتمد ذكره ولا يحذفه.

الخاتمة ونتائج البحث

بعد أن استنشقنا عبق الزيارة، ورفلنا بعطر خمائلِ الإمامةِ، ونهلنا من غديرِها العذب الفرات، وسرنا في جنان كلماتها النورانيّة، وصلت بنا الخطا إلى نهاية المطاف، وآنَ لنا أن نقتطف الثمار لنسطِّرها بكلمات تُوجز كلام ما أفضناه، وتُجمل حديث ما ابتدأناه، فأقولُ:

عَمِد الإمام× إلى الانزياح أو العدول عن أنماط قواعد اللغة الثابتة، فقد حظي التقديم والتأخير بالعناية من قبله×، وأبدع في هذا الأُسلوب الذي في ضوئه أعلن أنَّ الذات المبدعة قادرة على كسر المألوف والتغيير في ترتيب الدوالّ، وبيان أثرها في البناء التركيبي. فضلاً عن ذلك؛ يتمتّع كلّ منشئ للنصّ بحقّ الانتهاك اللغوي، وهذا مباح عرفاً وتداوليّاً في ضوء توظيف أُسلوب التقديم مع الجملة الاسمية والفعلية معاً، مع بيان ميزة الرؤية الدلالية لتفسير النصّ.

إنَّ تأخير المبتدأ وتقديم الخبر يحمل مغزىً، وهو ملاحظة انتباه منشئ النصّ ويقظته بالرغم من طبيعة التركيب التي تفرض الترتيب في التركيب النحوي للنصّ.

تقديم المفعول به على الفاعل يكون ضروريّاً لبيان أهمّيته وارتكاز الجملة عليه.

يأتي تقديم الجار والمجرور على الفعل والفاعل والمفعول به ليحقّق التماثل المعنوي بين الصدر والعجز، فضلاً عمّا يُحدّده السياق لغرض التفسير والتحليل، ووضوح حركة النصّ الذي يُثير ذهن المتلقّي في ضوء ما يحدثه التقديم.

يلجأ منشئ النصّ لظاهرة الحذف؛ لغرض الإيجاز والاختصار.

تحذف أداة النداء؛ لقرب المنادى أو معرفته.

وأملي كلّه أن يكون هذا الجهد مؤهّلًا للالتحاق بمسيرة البحث الأكاديمي، ليُضيء إضاءة بسيطة في ميدانه، ويفيد باحثاً أو طالب علم، واللهُ مِن وراء القصد.

وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسلام على المصطفى محمَّد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.

المصادر والمراجع

* القرآن الكريم.

1. أساليب المعاني في القرآن، السيّد جعفر السيّد باقر الحسيني، مؤسّسة بوستان كتاب، إيران، الطبعة الثانية، 1430هـ.

2. أُسلوبية الخطاب القرآني (دراسة في النقد الأكاديمي العراقي): د. وسام جمعة المالكي، دار شهريار، العراق، الطبعة الأُولى، 2019 م.

3. الأُسلوبيّة مدخل نظري ودراسة تطبيقيّة، د. فتح الله أحمد سليمان، دار الآفاق العربيّة، القاهرة، الطبعة الأُولى، 2008 م.

4. الأُسلوبيّة والأُسلوب، د. عبد السلام المسدي، الدار العربية للكتاب، الطبعة الثالثة، 1988م.

5. بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار، الشيخ محمّد باقر المجلسي (ت1111هـ)، تحقيق وتعليق: لفيف من العلماء، مؤسّسة الوفاء، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية، 1403هـ/1983م.

6. البرهان في علوم القرآن، الإمام بدر الدين بن عبد الله الزركشي (ت794هـ)، علّق عليه: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلميّة، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 2007 م.

7. البلاغة العربية قراءة أُخرى، د. محمد عبد المطلب، الشركة المصرية العالمية للنشر، لونجمان، القاهرة، الطبعة الثانية، 2007 م.

8. البلاغة فنونها وأفنانها (علم المعاني): د. فضل حسن عبّاس، دار الفرقان للطباعة، عمان، الطبعة التاسعة، 2004 م.

9. البلاغة والأُسلوبيّة (دراسة تطبيقيّة على سورة الشعراء)، د. عمر إسماعيل أمين البرزنجي، صفحات للدراسات والنشر، الإمارات العربية المتحدّة، دبي، الطبعة الأُولى، 2019 م.

10. البنى التركيبية في خطبة الزهراء’، أ.م.د. حيدر عبد الزهرة و أ.م.د. محمد قاسم لعيبي، مجلة كلّية التربية (ابن رشد)، العدد الثاني، 2010م.

11. تجلّيات التعبير اللغوي في النصّ القرآني، الدكتور فاخر هاشم الياسري، مؤسّسة دار الصادق الثقافيّة، الطبعة الأُولى، 1438هـ/2017م.

12. الجملة في الشعر العربي، د. محمد حماسة عبد اللطيف، مكتبة الخانجي، 1990م.

13. جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع، أحمد الهاشمي، إشراف صدقي محمد جميل، مؤسّسة الصادق، طهران، الطبعة الثانية.

14. خصائص الأُسلوب في شعر النقائض الأُموية، د. أحمد عبد العزيز باز، تقديم: أ.د. صلاح رزق، مكتبة الآداب، القاهرة، الطبعة الأُولى، 1439هـ/2018 م.

15. الخصائص، أبو الفتح عثمان بن جنّي، تحقيق: محمّد علي النجّار، مطبعة الهيأة المصرية العامّة، مصر، 1406هـ/1986م.

16. الدر المنثور، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911هـ)، دار الفكر، بيروت ـ لبنان.

17. الدلالة الوظيفيّة في بنية الجملة الشعريّة (رؤية لسانيّة) في تحليل الخطاب الشعري، د.عامر السعد، تموز للطباعة، والنشر، بغداد، الطبعة الأُولى، 2014م.

18. دلائل الإعجاز، عبد القاهر الجرجاني، قرأه وعلّق عليه: محمود محمد شاكر، مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة الثالثة، 1992م.

19. شعب الإيمان، أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت458هـ)، تحقيق: أبو هاجر محمّد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1410هـ/1990م.

20. شعر عمر بن الفارض (دراسة أُسلوبيّة)، رمضان صادق، الهيئة المصرية العامّة للكتاب، القاهرة، الطبعة الأُولى، 1998 م.

21. علم المعاني، د. عبد العزيز عتيق (ت1396هـ)، دار النهضة العربية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1430هـ/2009م.

22. فضيلة الشكر لله على نعمه وما يجب من الشكر للمنعم عليه، أبو بكر محمّد بن جعفر السامرائي المعروف بالخرائطي (ت327هـ)، تحقيق: محمّد مطيع الحافظ، دار الفكر، الطبعة الأُولى، 1402هـ/1982م.

23. قراءات أُسلوبية في الشعر الحديث، د. محمّد عبد المطلب، الهيئة المصرية العامّة للكتاب، القاهرة، الطبعة الأُولى، 1995م.

24. الكافي، محمّد بن يعقوب‌ الكليني (ت 329هـ)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، دار الكتب الإسلامية‌، طهران - إيران‌، الطبعة الرابعة، 1407هـ.

25. كامل الزيارات، جعفر بن محمد ابن قولويه القمّي (ت 369هـ)، تحقيق نشر الفقاهة، قم ـ إيران.

26. اللغة العربيّة معناها ومبناها، د.تمام حسّان، عالم الكتب القاهرة، الطبعة الخامسة، 1427هـ/2006م.

27. لمسات بيانيّة في نصوص من التنزيل، فاضل بن صالح بن مهدي بن خليل البدري السامرائي، دار عمار للنشر والتوزيع، عمان ـ الأردن، الطبعة الثالثة، 1423هـ/2003م.

28. ما وراء اللغة بحث في الخلفيّات المعرفيّة، د. عبد السلام المسدي، مؤسّسة عبد الكريم بن عبد الله للنشر والتوزيع، تونس.

29. مفاتيح الجنان، الشيخ عبّاس القمّي (ت 1359هـ)، دار القارئ، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثانية، 1442هـ /2020م.

30. نظريّة المعنى في الدراسات النحويّة، د. كريم حسين ناصح، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان، الطبعة الأُولى، 2006م.

[1]اُنظر: محصول، سامية، المستوى التركيبي في الدراسات الأُسلوبية، على الموقع الإلكتروني:

https://elaphblogs.com/post 61108.html

[2] الحسيني، جعفر، أساليب المعاني في القرآن: ص304.

[3] عتيق، عبد العزيز، علم المعاني: ج1، ص136.

[4] ابن جنّي الموصلي، عثمان، الخصائص: ج2، ص360.

[5][5] اُنظر:الياسري، فاخر، مقاصد التعبير القرآني: ص51.

[6] جمعة، وسام، أُسلوبية الخطاب القرآني: ص129.

[7] الجرجاني، عبد القاهر، دلائل الإعجاز: ص106.

[8] اُنظر: سيبويه،عمروبنعثمان،الكتاب: ج1،ص59. حسان،تمام،اللغةالعربيةمعناهاومبناها: ص207.

[9] اُنظر: السعد،عامر،الدلالةالوظيفيّةفيبنيةالجملةالشعريّة: ص170.

[10] اُنظر: الباز،أحمدعبدالعزيز،خصائصالأُسلوبفيشعرالنقائضالأُمويّة: ص138. رمضان صادق، شعر عمر بن الفارض دراسة أُسلوبية: ص113.

[11] اُنظر: السعد،عامر،الدلالةالوظيفيةفيبنيةالجملةالشعرية: ص66.

[12] اُنظر: عبداللطيف،محمّد عبد المطلب، قراءات أُسلوبيّة في الشعر الحديث: ص32.

[13] اُنظر: محمّد حماسة، الجملة في الشعر العربي الحديث: ص60.

[14] اُنظر: المصدر السابق: ص79.

[15] اُنظر: ابن جنّي الموصلي، عثمان، الخصائص: ج2، ص384.

[16] ابن قولويه القمّي، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص332.

[17] الفاتحة: الآية2.

[18] البيهقي، أحمد بن الحسين، شعب الإِيمان: ص257. الخرائطي، محمّد بن جعفر، فضيلة الشكر لله على نعمته: ص39. السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، الدر المنثور: ج1،ص372.

[19] إبراهيم: الآية 7.

[20] ابن نما الحلّي، جعفر بن محمّد، مثير الأحزان: ص91.

[21] المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار: ج45، ص135.

[22] وهي زيارة عاشوراء الثانية غير المشهورة.

[23] القمّي، الشيخ عبّاس، مفاتيح الجنان: ص470.

[24] السامرائي، فاضل بن صالح، لمسات بيانية في نصوص من التنزيل: ج1، ص11.

[25] ابن قولويه القمّي، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص331.

[26] الكليني، محمّد بن يعقوب، الكافي: ج4، ص146.

[27] وهي زيارة عاشوراء الثانية غير المشهورة.

[28] القمّي، الشيخ عبّاس، مفاتيح الجنان: ص468.

[29] ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص332.

[30] المصدر السابق.

[31] الكليني، محمّد بن يعقوب، الكافي: ج4، ص563.

[32] الزركشي، بدر الدين محمّد، البرهان في علوم القرآن: ج3، ص102.

[33] سليمان، فتح الله أحمد، الأُسلوبيّة مدخل نظري ودراسة تطبيقية: ص138.

[34] انظر: ناصح،كريمحسين،نظريّةالمعنىفيالدراساتالنحوية: ص298.

[35] اُنظر:الياسري،فاخر،تجلّياتالتعبيراللغويفيالنصّالقرآني: ص114.

[36] اُنظر:المسدي،عبدالسلام،ماوراءاللغة: ص54 ـ 55. الهاشمي،أحمد،جواهرالبلاغةفيالمعانيوالبيانوالبديع: ص18.

[37] ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص330.

[38] وهي زيارة عاشوراء الثانية غير المشهورة.

[39] القمّي، الشيخ عبّاس، مفاتيح الجنان: ص469.

[40] اعتمد البحث في هذا التطبيق على بعض نسخ كتاب مفاتيح الجنان التي جاء فيها حرف النداء (يا) محذوفاً في الجملة: (يا شهيدُ ابنَ الشهيد)، لكن في بعض النسخ الأُخرى من الكتاب المذكور جاء حرف النداء (يا) مثبتاً في الجملة: (يا شهيدُ يابنَ الشهيد)، فاقتضى ذلك هذا التنويه.

[41] اُنظر:الزمخشري،محمودبنعمر،الكشّاف: ج2، ص315.

[42] حيدر عبد الزهرة، ولعيبي، محمد قاسم، البنى التركيبية في خطبة السيّدة الزهراء’: ص192.

[43] اُنظر: محمّدعبد المطلب، البلاغة والأُسلوبيّة: ص247.

[44] ابن قولويه القمّي، جعفر بن محمد، كامل الزيارات: ص328.

الدعاء في زيارة عاشوراء قراءة في ضوء الأُسلوبية التركيبية القسم الثاني