المقدّمة

لم تكد معالم ملحمة الطفّ الكبرى تتلاشى عن ساحة المعركة، حتى أصبح قبر أبي عبد الله× مناراً للثائرين، وكعبة للمستضعفين، ومشعلاً لمـَن يطلب الحقّ، وسراجاً لمـَن يُقارع الظلم، وسلوة للمظلومين، ومزاراً لمحبّي أهل البيت^ وشيعتهم، فقد جاء في الرواية عن ابن قولويه عن الإمام جعفر الصادق×، أنّه قال لعبد الله بن حمّاد البصري: «بلغني أنّ قوماً يأتونه من نواحي الكوفة، وناساً من غيرهم، ونساءً يندبنه، وذلك في النصف من شعبان، فمن بين قارئ يقرأ، وقاصّ يقصّ، ونادب يندب، وقائل يقول المراثي. فقلت له: نعم، جُعلت فداك قد شهدت بعض ما تصف. فقال: الحمد لله الذي جعل في الناس مَن يفد إلينا ويمدحنا ويرثي لنا، وجعل عدوّنا مَن يُطعن عليهم... »^{^[1]} الرواية.

وكذلك روى الكليني عن معاوية بن وهب، أنّه دخل على الإمام الصادق× فوجده ساجداً يُناجي ربّه، فكان ضمن ما جاء في مناجاته: «اغفر لي ولإخواني ولزوّار قبر أبي [عبد الله] الحسين×، الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم رغبة في برّنا، ورجاءً لما عندك في صلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيّك صلواتك عليه وآله… اللهمّ إنّ أعداءنا عابوا عليهم بخروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا… فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلبّت على حفرة أبي عبد الله×، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا... »^{^[2]}.

وخصوصاً في فترة الصراع الذي دار بين الدولتين الأُموية والعبّاسية، والذي زامن وجود الإمام الصادق×، فقد عاش الشيعة نحواً من الحرّية في أداء طقوسهم، ومن تلك الطقوس زيارة المولى أبي عبد الله×؛ إذ سرعان ما تحوّلت زيارته× إلى ظاهرة دينية وثقافية عامّة.

وهذا ما شهد به المستشرق (رينولد نكلسن) في كتابه (تاريخ العرب الأدبي) عند ذكر فاجعة كربلاء، فقال ما نصّه: «وخلال بضع سنوات من مصرع الحسين كان ضريحه في كربلاء قد أصبح محجّاً للشيعة»^{^[3]}، بل ملاذاً لمـَن ألـمّت به العاهات، مع غضّ النظر عن توجهه العقدي وميله الفكري، فقد روي عن نوادر علي بن أسباط: «لـمّا بلغ أهل البلدان ما كان من أبي عبد الله×، قدمت لزيارته مئة ألف امرأة ممّن كانت لا تلد، فولدن كلهنّ»^{^[4]}.

وتحديد عدد الزائرين بهذا الرقم قد يقال أنّه من باب المبالغة فيمَن قدمن من النساء من أجل طلب الولد؛ لصعوبة عدّ زوّاره بهذه الدقّة في تلك العصور، أو يكون هذا العدد حصل من حين شهادته إلى حين صدور هذا التقرير.

هذا؛ وقد اختلفت النصوص وتباينت الأقوال في أوّل مَن قام بزيارة قبر الحسين× وقبور آله وأصحابه رضي الله عنهم؛ وعليه فسوف نقلّب أوراق التاريخ لنرى مَن له قصب السبق في زيارة المولى أبي عبد الله×، وقبل الدخول في الموضوع، نودّ القول بأنّنا إذا أخذنا الزيارة بمعناها اللغوي ـ وهي الميل إلى المزور وقصده^{^[5]}ـ فمن الممكن أن يكون ذلك الرجل الذي قصد جسد الإمام الحسين× ومال إليه ليرى صدق مقولة الإمام علي× وإخباره بشهادة المولى أبي عبد الله× وأصحابه، هو أوّل الزائرين؛ فقد رُوي مسنداً أنّ شيبان بن مخرم ـ وكان عثمانياً ـ قال: «إنّي لمعَ عليEإذ أتى كربلاء، فقال: يُقتل في هذا الموضع شهداء ليس مثلهم شهداء إلّا شهداء بدر. فقلت: بعض كذباته، وثمّ رِجْل حمار ميّت، فقلت لغلامي: خُذ رِجْل هذا الحمار فأوتدها في مقعده وغيّبها، فضرب الدهر ضربة، فلمّا قُتل الحسين بن علي رضي الله عنهما انطلقت ومعي أصحاب لي، فإذا جثّة الحسين بن عليعلى رجل ذاك الحمار، وإذا أصحابه ربضة حوله»^{^[6]}.

فهذا الرجل وأصحابه يُعدّون من زوّار الحسين× بحسب المعنى الحرفي للزيارة؛ كونهم قصدوا القبر الشريف ومالوا إليه وإن كان قصدهم إيّاه ليس للتعظيم، بل للاستكشاف.

نعم، على مستوى المعنى الاصطلاحي ـ الزيارة بمعنى التعظيم ـ فمن الصعب عدّه ومَن معه من زائري الإمام×. أمّا احتمال تبدّل نيّاتهم بعدما رأوا المعجزة والكرامة للحسين× فهذا لا شاهد عليه.

ونحن في هذه الدراسة سوف نسلّط الضوء على أوّل مَن زار الإمام من الآدميّين بعد دفنه هو وأهل بيته وأصحابه× بقصد التعظيم.

أوّل مَن زار الإمام الحسين×

انحصرت هذه الزيارة الموصوفة بكونها الأُولى في تلك الفترة الحسّاسة في شخصيّتين بارزتين، هما: سليمان بن قتّة، وعبيد الله بن الحرّ؛ حيث ورد في حقّ كلّ واحد منهما مؤشّرات تدلّ على قيامه بهذا الفعل.

نعم، ورد كلام عن شخصية ثالثة في المقام أيضاً، وهو عقبة بن عمرو، إلّا أنّ الكلام حول كون زيارته هي الأُولى لا يرقى إلى ما ذُكر في حقّ الشخصيّتين الأُولى والثانية. وسوف نناقش الموضوع ضمن حدود الصناعة العلمية.

الشخصية الأُولى: سليمان بن قتّة

سليمان أو سلمان ـ كما عن الثعلبي^{^[7]}ـ ابن قتّة، ويقال: ابن قنة^{^[8]}، أو قبة^{^[9]}. واحتمال التصحيف عن قتّة في الجميع وارد.

ونُسب إلى ابن بكّار: أنّه ابن قتيبة^{^[10]}. وهذه النسبة غير صحيحة^{^[11]}؛ فقد ذكره في (الموفقيّات) بابن قتّة^{^[12]}، وهذا ما نقله عنه المسعودي^{^[13]}.

وقال الماوردي: سليمان بن فيد^{^[14]}. وزعم بعض أنّه ابن حبيب المحاربي^{^[15]}. والأوّل أشهر.

وهو من خزاعة^{^[16]}، وقيل: من بني تميم^{^[17]}، أو تيم^{^[18]}. وقيل: مولاهم^{^[19]}.

ونُقل أنّه كان منقطعاً لبني هاشم^{^[20]}؛ وهذا ما حمل ابن شهرآشوب أن ينسبه إلى بني هاشم^{^[21]}، والظاهر هذا ما جعله يقول في قصيدته التي سوف نوردها لاحقاً:

وعند غني قطرة من دمائنا
سنطلبهم يوماً بها حيث حلّتِ

وقال الدينوري بأنّه مولى لـ: (تيم قريش)^{^[22]}. وقتّة أُمّه كما قال ابن المديني^{^[23]}، يُنسب إليها دون أبيه.

من أهل البصرة^{^[24]}، فارس شاعر^{^[25]}، من الشيعة التابعين^{^[26]}، كان مؤمناً صالحاً^{^[27]}، عرض القرآن على ابن عبّاس ثلاث عرضات، وهو معدود من القرّاء. سمع ابن عبّاس وعمرو بن العاص ومعاوية^{^[28]}، روى عنه موسى بن أبي عائشة^{^[29]}.

يا كذَّب الله مَن نعى حسنا

ليس لِتكذيب نعيه ثمنُ

كنتَ خليلي وكنتَ خالصتي

لكلّ حيّ من أهله سَكَنُ

أجُولُ في الدار لا أراكَ وفي

الدار أناسي جِوارهم غَبَنُ

بدّلتهم منكَ ليتَ أنّهم

أضحوا وبيني وبينهم عَدَنُ⁽¹¹⁾

وكان الرجل من الموالين لأهل البيت^، وهذا واضح من قصائده التي أنشدها في حقّهم^، فقد أنشد في الإمام الحسن× حين وفاته:^{^[30]}

مررتُ على أبيات آل محمد

فلم أرَها أمثالها يوم حلّتِ

ألم ترَ أنّ الشمس أضحت مريضة

لفقدِ حسينٍ والبلاد اقشعرّتِ

وكانوا رجاءً ثمّ أضحوا رزية

لقد عَظُمت تلك الرزايا وجلّتِ

وتسألنا قيسٌ فنُعطي فقيرَها

وتقتلُنا قيسٌ إذا النعلُ زلّتِ

وعند غنيّ قطرةٌ من دمائنا

سنطلبهم يوماً بها حيث حلّتِ

فلا يُبعد الله الديار وأهلها

وإن أصبحت منهم برغمٍ تخلّتِ

فإنّ قتيل الطفّ من آل هاشمٍ

أذلّ رقابَ المسلمين فذلّتِ

وقد أعولتْ تبكى النساء لفقده

وأنجمُنا ناحت عليه وصلّتِ»⁽²⁾.

وقصائده في الحسين× معروفة، سوف نذكر شطراً منها خلال البحث.

وفيما يتعلّق بصلب البحث نقول: قد ورد نصّ صريح في أنّ سليمان بن قتّة قد زار المولى أبا عبد الله بعد ثلاثة أيّام، فقد نُقل عن ابن عائشة أنّه قال: «مرّ سليمان

بن قتيبة العدوي ومولى بني تميم بكربلاء بعد قتل الحسين× بثلاث، فنظر إلى مصارعهم^{^[31]} فاتّكأ على فرس له عربية، وأنشأ:^{^[32]}

وذكر ذلك كلّ من الأمين في (أعيان الشيعة)^{^[33]}، وعنه جواد شبّر في (أدب الطفّ)^{^[34]}،
ونقلها ابن العديم كذلك في (بغية الطلب)^{^[35]}، إلّا أنّ الرواية نُقلت بسند آخر عن ابن عائشة خلية عن تحديد الزمان^{^[36]}، ومن الممكن أن يكون تاريخ الزيارة حُذف من قِبل الرواة.

وكيفما كانت زيارته فإنّها تُعدّ ـ بالنظر إلى كونه شاعراً ـ تحدّياً لسلطان بني أُمية، وتجرؤاً على كسر الإجراءات التي وضعها ابن زياد على الشيعة، فقد كان الشاعر لا يُقدِم على ذلك مخافة من بني أُمية، وخشية منهم^{^[37]}، حتى أصبحت أبياته مضرب مثل لمـَن بعده، فقد روي أنّ مصعباً لمّا خرج إلى حرب عبد الملك سأل عن الحسين بن علي×، وكيف كان قتله؟ فجعل عروة بن المغيرة يُحدّث عن ذلك، فقال متمثّلاً بقول سليمان بن قتّة:^{^[38]}

وإن الأُلى بالطفّ من آل هاشمٍ

تأسّوا فسنّوا للكرام التأسّيا⁽²⁾

لكنّ هناك مَن نسب هذه القصيدة إلى غيره، فقد ذهب جماعة^{^[39]} إلى أنّها لأبي الرميح^{^[40]}،
وبعض ذكر أنّها لأبي دهبل^{^[41]}.

وقد جمع السيّد الأمين بين القول الأوّل والثاني بقوله: «والظاهر أنّ لكلّ من سليمان بن قتّة وأبي الرميح أبياتاً في رثاء الحسين× على هذا الوزن وهذه القافية، وقد أُدخل بعض أبيات كلّ منهما في أبيات الآخر...»^{^[42]}.

وهذا ما استظهره شبّر^{^[43]}. وروى بعضهم مسنداً أنّها لأبي دهبل^{^[44]}، فروي عن موسى بن يعقوب، قال: «أنشدني أبو دهبل قوله في رثاء الحسين بن علي ومَن استُشهد معه في قصيدة من خمسة عشر بيتاً، جاء في أوّلها:^{^[45]}

مررتُ على أبيات آل محمد

فلم أرَها أمثالها يوم حلّتِ⁽⁴⁾

وهذا ما ذكره الحموي في (معجم البلدان) أيضاً^{^[46]}.ومهما يكن فالأمر سهل؛ فإنّ اختلاف الناشد لا يُغيّر في المسألة شيئاً؛ لأنّنا بصدد مَن زار وليس مَن أنشد.

الشخصية الثانية: عبيد الله بن الحرّ الجعفي

وهو عبيد الله بن الحرّ بن عمرو بن خالد بن المجمع بن مالك بن كعب بن عوف بن
حريم بن جعفي بن سعد العشيرة بن مالك أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ الجعفي، من أهل الكوفة^{^[47]}، له إدراك، وكان شاعراً شهد القادسية^{^[48]}، قُتل عام ثمانية وستّين^{^[49]}.

وقع الجدل في توجّهه العقائدي وميوله السياسي، والظاهر أنّ الرجل منحرف عن خطّ علي بن أبي طالب×، فلم يكن حسن السيرة ولا سليم العقيدة، فقد صُنّف من حيث التوجّه العقدي والسياسي على خطّ الأُمويّين؛ وذلك من خلال مواقفه التالية:

أوّلاً: موقفه من الإمام علي×

فيما لو أردنا أن نصنّف ابن الحرّ سياسياً حسب تحرّكاته تجاه الإمام علي بن أبي طالب×؛ فإنّه يُعدّ من أصحاب عثمان بن عفّان^{^[50]}؛ وذلك لأنّه لما قُتل عثمان انحاز إلى معاوية^{^[51]}، وقال: «أمّا إنّ الله ليعلم أنّي أُحبّ عثمان، ولأنصرنّه ميّتاً. فخرج إلى الشام، فكان مع معاوية... وشهد معه صفين، ولم يزل معه حتى قُتل الإمام علي×»^{^[52]}.

إنّ هذا بحدّ ذاته مثلبة عظيمة لا تغتفر إذا لم يتب عنها. أضف إلى ذلك؛ فإنّه لم يستحِ حين قدم الكوفة مخاصماً عكرمة بن الخنبص الذي نكح زوجته، وعند رفع القضية إلى أمير المؤمنين× عاتبه بقوله: «ظاهرت علينا عدوّنا وفعلت وفعلت. فقال له: أيمنعني ذلك من عدلك؟ قال: لا...»^{^[53]}.

وقدم حين قُتل الإمام علي×: «قدِم ابن الحرّ الكوفة، فأتى إخوانه ومَن قد خفّ في الفتنة، فقال لهم: يا هؤلاء، ما أرى أحداً ينفعه اعتزاله، كنّا بالشام، فكان من أمر معاوية كيت وكيت. فقال له القوم: وكان من أمر علي كيت وكيت. فقال: يا هؤلاء، إن تُمكّننا الأشياء فاخلعوا عذركم، واملكوا أمركم. قالوا: سنلتقي. فكانوا يلتقون على ذلك، فلمّا مات معاوية هاج ذلك الهيج في فتنة ابن الزبير، قال: ما أرى قريشاً تنصف، أين أبناء الحرائر؟ فأتاه خليع كلّ قبيلة، فكان معه سبعمئة فارس، فقالوا: مرنا بأمرك. فلمّا هرب عبيد الله بن زياد ومات يزيد بن معاوية، قال عبيد الله بن الحرّ لفتيانه: قد بين الصبح لذي عينين، فإذا شئتم. فخرج إلى المدائن فلم يدع مالاً قدم من الجبل للسلطان إلّا أخذه»^{^[54]}.

وقد شهد على نفسه بذلك حين دعاه الإمام الحسين× فأبى، وقال: «قد أعييت أباك قبلك»^{^[55]}.

ثانياً: عدم نصرته للحسين×

من المواقف التي تُسجّل على الرجل قدوم الإمام الحسين× عليه ودعوته إيّاه لنصرته، فلم ينصره؛ وذلك أنّ الإمام الحسين× حين نزل في قصر بني مقاتل، فإذا هو بفسطاط، فقال الحسين×: لمـَن هذا الفسطاط؟ فقيل: لرجل يقال له عبيد الله بن الحرّ الجعفي. فأرسل الحسين له الحجّاج بن مسروق الجعفي، فدخل عليه، فقال ابن الحرّ ما وراءك؟ فقال الحجّاج: والله ورائي يابن الحرّ، والله قد أهدى الله إليك كرامة إن قبلتها. قال: وما ذاك؟ فقال: هذا الحسين× يدعوك إلى نصرته، فإن قاتلت بين يديه أُجرت، وإن متّ فإنّك استُشهدت.

فقال له عبيد الله: والله، ما خرجت من الكوفة إلّا مخافة أن يدخلها الحسين بن علي وأنا فيها، فلا أنصره؛ لأنّه ليس له في الكوفة شيعة ولا أنصار إلّا وقد مالوا إلى الدنيا إلّا مَن عصم الله منهم، فارجع إليه وخبّره بذاك.

وعندما رجع الحجّاج إلى الإمام× وأخبره بجواب ابن الحرّ، قام× مع جماعة من أصحابه، فلمّا دخل× على ابن الحرّ وسلّم عليه، وثب من صدر المجلس، وجلس الحسين، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال:

أمّا بعد، يابن الحرّ، فإنّ مصركم هذه كتبوا إليّ وخبّروني أنّهم مجتمعون على نصرتي، وأن يقوموا دوني ويقاتلوا عدوّي، وأنّهم سألوني القدوم عليهم، فقدمت ولست أدري القوم على ما زعموا؛ لأنّهم قد أعانوا على قتل ابن عمّي مسلم بن عقيل& وشيعته، وأجمعوا على ابن مرجانة عبيد الله بن زياد يبايعني ليزيد بن معاوية، وأنت يابن الحرّ، فاعلم أنّ الله} مؤاخذك بما كسبت وأسلفت من الذنوب في الأيّام الخالية، وأنا أدعوك في وقتي هذا إلى توبة تغسل بها ما عليك من الذنوب، وأدعوك إلى نصرتنا أهل البيت، فإن أُعطينا حقّنا حمدنا الله على ذلك وقبلناه، وإن منعنا حقّنا وركبنا بالظلم كنت من أعواني على طلب الحقّ.

فقال عبيد الله بن الحرّ: والله يابن بنت رسول الله، لو كان لك بالكوفة أعوان يقاتلون معك لكنتُ أنا أشدّهم على عدوّك، ولكنّي رأيت شيعتك بالكوفة وقد لزموا منازلهم خوفاً من بني أُمية ومن سيوفهم، فأنشدك بالله أن تطلب منّي هذه المنزلة، وأنا أواسيك بكلّ ما أقدر عليه، وهذه فرسي ملجمة، والله ما طلبت عليها شيئاً إلّا أذقته حياض الموت، ولا طُلِبت وأنا عليها فلُحقت، وخذ سيفي هذا فوالله ما ضربت به إلّا قطعت.

فقال له الحسين×: يابن الحرّ، ما جئناك لفرسك وسيفك، إنّما أتيناك لنسألك النصرة، فإن كنت قد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شيء من مالك، ولم أكن بالذي اتّخذ المضلّين عضداً؛ لأنّي قد سمعت رسول الله‘ يقول: مَن سمع داعية أهل بيتي ولم ينصرهم على حقّهم إلّا أكبّه الله على وجهه في النار.

ثمّ سار الحسين× من عنده ورجع إلى رحله^{^[56]}. وقيل: إنّه× قال له: «إذا بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في مالك، (وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا)^{^[57]}»^{^[58]}.

وقال عبيد الله: «فوالله، لَهِبْتُ كلِمَتَه تلك، فخرجت هارباً من عبيد الله بن زياد، مخافة أن يوجّهني إليه. فلم أزل في الخوف حتى انقضى الأمر، فندم عبيد الله على تركه نُصْرةَ حسين رضي الله عنه»^{^[59]}.

ثالثاً: موقفه من ثورة المختار الثقفي

ومن المواقف الأُخرى التي تُحسب على الرجل موقفه من المختار، فكان موقفه موقفَ المعارض من ثورته، بل موقف المحرّض المشاكس، الذي انتهى به المقام برفع سيفه ضدّ المختار وأصحابه في فترة معيّنة، حيث جعل يعبث بعمّال المختار وأصحابه؛ ممّا جعل همدان تثب مع المختار، فيقومون بإحراق داره ونهب ضيعته بالجبة والبداة، فلمّا بلغه ذلك سار إلى ماه إلى ضياع عبد الرحمن بن سعيد بن قيس فأنهبها وأنهب ما كان لهمدان بها، ثمّ أقبل إلى السواد فلم يدع مالاً لهمداني إلّا أخذه^{^[60]}.

ونُقل أنّه بايع المختار بعد امتناعٍ، وسار مع إبراهيم بن الأشتر إلى الموصل، لكنّه تمارض ولم يقاتل معه ابن زياد، ثمّ فارق ابن الأشتر، وأقبل إلى الأنبار في ثلاثمئة، فأغار عليها، وأخذ ما في بيت مالها، فلمّا فعل ذلك أمر المختار بهدم داره وأخذ امرأته، وانتهى به المقام في مشاركة ابن الزبير في قتال المختار الذي أدّى إلى مصرع الأخير، لكن لم تدم الأُمور بين ابن الحرّ وابن الزبير، فخرج الأوّل على الأخير مقاتلاً^{^[61]}.

وقيل: إنّه اختلف مع إبراهيم بن الأشتر، وذلك حين أرسل له الأخير خمسة آلاف درهم من جباية المدائن، فغضب ابن الحرّ، فقال: أنت أخذت لنفسك عشرة آلاف درهم، وما كان الحرّ دون مالك. فأنكر إبراهيم ذلك، وأرسل إليه خمسة آلاف درهم ليسترضيه فلم يرضَ، وخرج على المختار ونقض عهده، وأغار على سواد الكوفة، فنهب القرى، وقتل العمّال، وأخذ الأموال، ومضى إلى البصرة إلى
مصعب بن الزبير^{^[62]}.

رابعاً: موقفه من سواد المسلمين

لم يسلم المسلمون من شرّه، فهو عندما هرب عبيد الله بن زياد ومات يزيد بن معاوية خرج إلى المدائن، ولم يدع مالاً قدم من الجبل للسلطان إلّا أخذه. كما أنّه أخذ يَغِير على أهل السواد، حتى ظهر المختار وبلغه ما يصنع بالسواد، فأمر بامرأته أُمّ سلمة الجعفية فحُبست، وقال: والله، لأقتلّنه أو لأقتلنّ أصحابه، فلمّا بلغ ذلك عبيد الله بن الحرّ أقبل في فتيانه حتى دخل الكوفة ليلاً، فكسر باب السجن وأخرج امرأته وكلّ امرأة ورجل كان فيه، فبعث إليه المختار مَن يقاتله، فقاتلهم حتى خرج من المصر^{^[63]}.

بعد هذه المواقف وقول الإمام له بعد أن اعتذر عن نصرة الإمام: (وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا). يصعب قبول توثيق مَن وثّقه وقال عنه: «والرجل صحيح الاعتقاد، سيّئ العمل، وقد يُرجى له النجاة بحسن عقيدته وبحنوّ الحسين× وتعطّفه عليه، حيث أمره بالفرار من مكانه حتى لا يسمع الواعية فيكبّه الله على وجهه في النار، والله أعلم بحقيقة حاله»^{^[64]}.

عبيد الله بن الحرّ يزور الإمام الحسين×

يتبيّن من خلال تعذّر عبيد الله بن الحرّ عن نصرة الإمام الحسين× حين طلب الإمام منه ذلك، أنّ الأوّل لم يكن بعيداً عن ساحة المعركة، وهذا ما جعله يحضر لزيارة الإمام× في وقت قصير حسب ما ذكره البغدادي في خزانة الأدب^{^[65]}.

أمّا كونه قريباً عن ساحة المعركة فذلك يُفهم من أمرين:

إنّ الحوار الذي جرى بين الإمام× وابن الحرّ كان عند قصر بني مقاتل، وقصر بني مقاتل يقع جنوب غرب كربلاء، فقد ارتحل إليه الإمام الحسين× بعدما صدّه الحرّ بن يزيد الرياحي^{^[66]}. قال أبو مخنف: «فلمّا قدم الحسين رضي الله تعالى عنه قصر بني مقاتل ونزل، رأى فسطاطاً مضروباً فقال: لمـَن هذا الفسطاط؟ فقيل: لعبيد الله بن الحرّ الجعفي»^{^[67]}.

إنّ منزل ابن الحرّ كان على تخوم كربلاء، حيث ذُكر أنّ منزله على شاطئ الفرات^{^[68]}.

وعلى هذا؛ يمكن القول بأنّ زيارته كانت في اليوم الثالث بعدما انفكّ العسكر ودُفنت الأجساد الطاهرة.

أمّا لماذا هي بعد دفن الأجساد وليس قبلها؟ حيث يُستبعد أن يمرّ على جثمانهم ولا يدفنهم؛ ومن هنا ذهب بعض إلى أنّه أوّل مَن سارع لزيارته، مثل: تحسين آل الشبيب^{^[69]}، وعبد الصاحب آل نصر الله^{^[70]}.

وشاهد هذا القول ما رواه الطبري عن أبي مخنف، عن عبد الرحمن بن جندب الأزدي: «أنّ عبيد الله بن زياد بعد قتل الحسين تفقّد أشراف أهل الكوفة، فلم يرَ عبيد الله بن الحرّ، ثمّ جاءه بعد أيّام حتى دخل عليه.فقال: أين كنت يا ابن الحرّ؟ قال: كنت مريضاً. قال: مريض القلب، أو مريض البدن؟ قال: أمّا قلبي فلم يمرض، وأمّا بدني فقد منَّ الله عليه بالعافية. فقال له ابن زياد: كذبت، ولكنّك كنت مع عدوّنا. قال: لو كنت مع عدوّك لرؤي مكاني، وما كان مثل مكاني يخفى. قال: وغفل عنه ابن زياد غفلة، فخرج ابن الحرّ فقعد على فرسه، فقال ابن زياد: أين ابن الحرّ؟ قالوا: خرج الساعة. قال: عليّ به، فأحضرت الشرط، فقالوا له: أجب الأمير، فدفع فرسه ثمّ قال: أبلغوه أنّي لا آتيه والله طائعاً أبداً.

ثمّ خرج حتى أتى منزل أحمر بن زياد الطائي، فاجتمع إليه في منزله أصحابه، ثمّ خرج حتى أتى كربلاء، فنظر إلى مصارع القوم، فاستغفر لهم هو وأصحابه، ثمّ مضى حتى نزل المدائن وقال في ذلك: ^{^[71]}

يقول أمير غادر حقّ غادر

ألا كنت قاتلتَ الشهيدَ ابنَ فاطمه

فيا ندمي ألّا أكونَ نصرتُه

ألا كلّ نفس لا تُسدّدُ نادمه

وإنّي لأنّي لم أكن من حُماته

لذو حسرة ما إن تُفارق لازمه

سقى الله أرواح الذين تأزّروا

على نَصرِه سقيا من الغيثِ دائمه

وقفتُ على أجداثهم ومجالهم

فكاد الحشا ينفضّ والعينُ ساجمه

لعمري لقد كانوا مصاليتَ في الوغى

سِراعاً إلى الهيجا حُماةً خضارِمه

تآسوا على نصر ابن بنت نبيّهم

بأسيافهم آسادَ غيلٍ ضَراغمه

فإن يقتلوا فكلّ نفسٍ تقيّةٍ

على الأرض قد أضحت لذلك واجمه

وما إن رأى الراؤون أفضل منهم

لدى الموت ساداتٍ وزهراً قماقمه

أتقتلُهم ظلماً وترجو ودِادنا

فدع خطّةً ليست لنا بملائمه

لعمري لقد راغمتمونا بقتلهم

فكم ناقمٍ منّا عليكم وناقِمه

أهمُّ مراراً أن أسير بجحفلٍ

إلى فئة زاغت عن الحقّ ظالمه

فكُفّوا وإلّا ذدتكم في كتائب

أشدّ عليكم من زحوفِ الديالمه»⁽¹⁾.

فتفقُد ابن زياد لابن الحرّ ـ على ما ذكر أبو مخنف ـ وسؤاله له عن حضوره بين صفوف جيشه العائد توّاً من كربلاء، دليل على أنّ ذلك كان بعد حصول المعركة بوقت قصير، وهذا ما صرّح به ابن أعثم؛ إذ ذُكر أنّ ما وقع بين ابن الحرّ وابن زياد كان بعد ثلاثة أيّام من مقتل الحسين×^{^[72]}.

وجاءت هذه الزيارة في وقت استتبّ الظلم والاضطهاد على الناس، فلم يجرؤ أحد على أن يُخالف النظام آنذاك.

هذا؛ وإنّ ابن الحرّ بعد تركه لنصرة الإمام الحسين× سرعان ما عضّ أصابع الندم، واستولت عليه الحسرة، فذرف دموع الحزن على ذلك، فأنشد وقلبه يعتصره الألم:^{^[73]}

«أراها حسرةً ما دمتُ حيّاً

تردّد بين صدري والتراقي

حسينٌ حين يطلب بذل نَصري

على أهل العداوة والشقاقِ

فلو واسيته يوماً بنفسي

لنلتُ كرامةً يومَ التلاقي

مع ابن محمد تفديه نفسي

فودَّع ثمّ ولّى بانطلاقِ

غداة يقول لي بالقصر قولاً

أتترُكنا وتعزمُ بالفراقِ

فلو فلقَ التلّهب قلبَ حيٍّ

لهمّ القلبُ منّي بانفلاقِ

فقد فاز الذي نصر الحسين

وخاب الأخسرون ذوو النفاقِ»⁽¹⁾.

وأنشد في موقف آخر:^{^[74]}

«أيرجو ابن الزبير اليوم نصري

بعاقبةٍ ولم أنصر حسينا!

وكان تخلّفي عنه تبابا

وتركي نصرَه غُبناً وجبنا

ولو أنّي أواسيه بنفسي

أصبتُ فضيلةً وقَررتُ عينا»⁽²⁾.

ومن أشعاره كذلك في هذا الصدد:

يبيتُ النَشاوى من أُمية نوّماً

وبالطفّ قتلى لا ينامُ حميمها

وما ضيّع الإسلامَ إلّا قبيلة

تأمّر نوكاها ودامَ نعيمُها

وأضحت قناة الدين في كفّ ظالم

إذا اعوجّ منها جانبٌ لا يقيمُها

فأقسمت لا تنفكّ نفسي حزينةً

وعيني تبكي لا يجفُّ سجومها

حياتي أو تلقى أُمية خزية

يذلّ لها حتّى الممات قروُمها»⁽¹⁾.

الشخصية الثالثة: عقبة بن عمرو

^{^[75]}عقبة بن عمرو السهمي، من بني سهم بن عوف بن غالب^{^[76]}، وقيل: من بني عبس^{^[77]}، ولم أعثر على ترجمة هذا الشخص، ومن الممكن أن يكون هو عقبة بن عمّار أبو الضريس البصري العبسي^{^[78]}، وعدّه ابن حبّان من أهل الكوفة^{^[79]}، روى عن مسعود بن حراش أخي ربعي بن حراش، وعن عبد الرحمن بن عابس، والمغيرة بن حذف. وقد روى عنه وكيع وعبد الله بن داود^{^[80]}، روى له الشيباني^{^[81]} والبيهقي^{^[82]}.

ذكر الشيخان المفيد والطوسي أنّه أوّل مَن رثا الحسين×. ومن رثائه يتبيّن أنّه زار الإمام الشهيد× ريحانة رسول الله‘، وذلك بحسب ما ورد في قصيدته التي سوف نذكرها.

فقد روى كلّ من الشيخ المفيد والطوسي عن: «أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، قال: أخبرني محمد بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبد الله بن أبي سعيد الورّاق، قال: حدّثني مسعود بن عمرو الجحدري، قال: حدّثني إبراهيم بن داحة، قال: أوّل شعر رُثي به الحسين بن علي‘ قول عقبة بن عمرو السهمي من بني سهم بن عوف بن غالب:^{^[83]}

إذا العين قرّت في الحياة وأنتم

تخافون في الدنيا فأظلم نورُها

مررتُ على قبر الحسين بكربلا

ففاض عليه من دموعي غزيرُها

فما زلتُ أرثيه وأبكي لشجوه

ويُسعِدُ عيني دمعُها وزفيرُها

وبكيتُ من بعد الحسين عصائباً

أطافت به من جانبيها قبورُها

سلام على أهل القبور بكربلا

وقُلّ لها منّي سلام يزورُها

سلام بآصال العشيّ وبالضحى

تؤدّيه نَكباءُ الرياح ومُورُها

ولا برح الوفّادُ زوّار قبره

يفوح عليهم مِسكُها وعبيرُها»⁽¹⁾.

ونقل هذه القصيدة كلّ من المشغري العاملي^{^[84]}، وسبط ابن الجوزي^{^[85]}.

ومن الذين ذكروا أنّ السهمي زاره بعد دفنه بأيّام التستري في (الخصائص)^{^[86]}، وهذا ما يظهر من كلام الشهرستاني^{^[87]}، وقد نسب الأخير للمفيد القول بأنّ السهمي أوّل مَن زار الإمام الحسين×^{^[88]}؛ ومن هنا أدرجناه في هذه الدراسة.

وهذه النسبة غير دقيقة؛ فإنّ المفيد قال: إنّه أوّل شعر رُثي به الحسين بن علي÷، وأورد قصيدته في الحسين× التي تضمّنت زيارته للإمام، حيث يقول فيها:

مررتُ على قبر الحسين بكربلا

ففاض عليه من دموعي غزيرُها

ومن الممكن أنّه نسب ذلك مستظهراً من عبارة المفيد المتقدّمة: (أوّل شعر رُثي به الحسين...) وما تضمّنته القصيدة من البيت الشعري المتقدّم. إلّا أنّ هذه العبارة لا تتحمّل النسبة المذكورة.

هذا من جانب؛ ومن جانب آخر إنّ هذا القول يُعارضه قول مَن قال: إنّ زيارة السهمي كانت في أواخر القرن الأوّل الهجري^{^[89]}.

وبعد هذ الكلام؛ قد يقال: لا يبقى مجال إلى ما ذهب إليه الشيخ المفيد ومَن تبعه من العلماء^{^[90]} من أنّ جابر بن عبد الله الأنصاري هو أوّل مَن زار المولى أبا عبد الله× من الناس^{^[91]}.

فيمكن أن يُجاب بنقاط:

إنّه لا يرى صحّة ما يمكن الاعتماد عليه في إثبات أنّ أوّل مَن زار الإمام الحسين× هو ابن قتّة، ثمّ ابن الحرّ الذي جاءت زيارته بعده.

يُحتمل أنّ الشيخ المفيد& في صدد إثبات مشروعية زيارة الأربعين مثلاً، أو في مقام ذكر مَن زار الإمام الحسين× في يوم الأربعين، فكان جابر بن عبد الله الأنصاري هو أوّل مَن زار يوم الأربعين، بغضّ النظر عمّن زاره قبل ذلك.

كما يُحتمل أنّ الشيخ المفيد& كان في صدد ذكر مَن تحقّقت منه الزيارة كـ: (جابر بن عبد الله الأنصاري) بمعناها المصطلح المعروف الذي حثّت عليها الروايات، وبيّنت فضلها، ومقام الزائر العارف بحقّ الإمام الحسين×، لا مطلق الحضور عند القبر الشريف، فيكون ما تحقّق من ابن قتّة وابن الحرّ مجرّد الحضور بداعٍ آخر غير الزيارة.

القول في المسألة

بعد أن عرضنا كلّ ما يمكن أن يكون دخيلاً فيما له شأن بتحديد الزائر الأوّل للإمام×، فإنّ الصناعة العلمية تسير بنا إلى أنّ سليمان بن قتّة هو أوّل مَن زار الإمام×؛ والسبب في ذلك هو ورود نصّ صريح يذكر أنّه زاره في اليوم الثالث، وهذا ما هو مفقود بالنسبة إلى عبيد الله بن الحرّ، الذي لم يرد فيه نصّ كما ورد في الأوّل.

ومن الممكن أن يكون مَن حدّده بأوّل مَن زار قد تأثّر برواية أبي مخنف آنفة الذكر، التي ذكرت زيارته له بعدما خرج من مجلس ابن زياد حين وبّخه على عدم مشاركته في قتال الإمام الحسين×.

الخاتمة

خاتمة القول: أنّ البحث في تحديد أوّل مَن زار من البحوث التاريخية التي يصعب الوقوف عليها؛ لشحّة المصادر التي تُشير إلى ذلك، لكن من هنا وهناك استطعنا أن نتصيّد بعض النصوص التي أسعفتنا في تحديد أنّ أوّل مَن زار المولى أبا عبد الله× هو سليمان بن قتّة، وكان كلّ ذلك بحسب ضوابط الصناعة العلمية المتّبعة في مثل هكذا أبحاث.

المصادر والمراجع

* القرآن الكريم.

1. الأخبار الطوال، أبو حنيفة أحمد بن داود الدينوري (ت282 هـ)، تحقيق: عبد المنعم عامر، مراجعة: الدكتور جمال الدين الشيال، دار إحياء الكتب العربي (عيسى البابي الحلبي وشركاه) القاهرة، منشورات الشريف الرضي، الطبعة الأُولى، 1960م.

2. أخبار الموفقيّات، الزبير بن بكّار بن عبد الله القرشي الأسدي المكّي
(ت ٢٥٦هـ)، تحقيق وتصحيح: سامي مكّي العاني، الناشر: الشريف الرضي، قم المقدّسة ـ إيران، الطبعة الأُولى.

3. أدب الطفّ، جواد بن علي محمد شبّر، الناشر: دار المرتضى، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، ١٩٨٨م.

4. الاستذكار، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البرّ بن عاصم النمري القرطبي (ت ٤٦٣هـ)، تحقيق: سالم محمد عطا، محمد علي معوض، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، ٢٠٠٠م.

5. الاستيعاب في معرفة الأصحاب، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البرّ النمري القرطبي (ت463هـ)، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1992م.

6. أُسد الغابة في معرفة الصحابة، أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الشيباني المعروف بابن الأثير (ت630هـ)، انتشارات إسماعيليان، ناصرخسرو، طهران ـ إيران.

7. الإصابة في تمييز الصحابة، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (ت852هـ)، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1995م.

8. الأعلام، خير الدين بن محمود الزركلي (ت ١٣٩٦ هـ)، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة.

9. أعيان الشيعة، السيّد محسن بن عبد الكريم الأمين (ت1371هـ)، تحقيق: حسن الأمين، الناشر: دار التعارف للمطبوعات، بيروت ـ لبنان.

10. الأنساب، سلمة بن مسلم بن إبراهيم الصحاري (ت ٥١١هـ)، سلطنة عمان، وزارة التراث القومي والثقافة، مسقط ـ عمان، الطبعة الرابعة، ١٤٢٧هـ.

11. البحر المحيط في التفسير، أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف الأندلسي (ت745هـ)، تحقيق: صدقي محمد جميل، الناشر: دار الفكر، بيروت ـ لبنان، 1420هـ.

12. بغية الطلب في تاريخ حلب، عمر بن أحمد بن أبي جرادة المعروف بابن العديم (ت660هـ)، تحقيق: الدكتور سهيل زكّار، مؤسّسة البلاغ، بيروت ـ لبنان، 1988م.

13. تاريخ الأدب العربي في الجاهلية وصدر الإسلام، نكلسن، رينولد، ترجمة: صفاء خلوصي، مطبعة المعارف، بغداد ـ العراق، 1970م.

14. تاريخ الإسلام ووفيّات المشاهير والأعلام، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت748هـ)، تحقيق: الدكتور عمر عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثانية، 1998م.

15. تاريخ الأُمم والملوك (تاريخ الطبري)، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت310هـ)، راجعه وصحّحه: نخبة من العلماء الأجلّاء، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت ـ لبنان، الطبعة الرابعة، 1983م.

16. التاريخ الكبير، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت256هـ)، الناشر: المكتبة الإسلامية، ديار بكر ـ تركيا.

17. تاريخ كربلاء، عبد الصاحب بن ناصر آل نصرة الله، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 2018م.

18. تاريخ مدينة دمشق، أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي المعروف بابن عساكر (ت٥٧١هـ)، تحقيق: علي شيري، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ
لبنان، 1995م.

19. التذكرة الحمدونية، محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون (ت ٥٦٢هـ)، تحقيق: إحسان عبّاس وبكر عبّاس، دار صادر للطباعة والنشر، الطبعة الأُولى، 1996م.

20. تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمّة الأربعة، أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (ت٨٥٢هـ)، المحقّق: د. إكرام الله إمداد الحقّ، الناشر: دار البشائر، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، ١٩٩٦م.

21. تفسير نور الثقلين، عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي (ت1112هـ)، صحّحه وعلق عليه وأشرف على طبعه: الحاج السيّد هاشم الرسولي المحلّاتي، مؤسّسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع، قم المقدّسة ـ إيران.

22. توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم، محمد بن
عبد الله (أبي بكر) بن محمد بن أحمد بن مجاهد القيسي الدمشقي الشافعي، الشهير بابن ناصر الدين (ت ٨٤٢هـ)، المحقّق: محمد نعيم العرقسوسي، الناشر: مؤسّسة الرسالة، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، ١٩٩٣م.

23. الثقات، محمد بن حبّان بن أحمد الدارمي البستي (ت354هـ)، تحت مراقبة الدكتور محمد عبد المعيد خان مدير دائرة المعارف العثمانية، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن ـ الهند، الطبعة الأُولى، 1973م.

24. الجوهرة في نسب الإمام علي وآله، محمد بن أبي بكر الأنصاري التاهساني المعروف بالبري، تحقيق: الدكتور محمد التونجي، الناشر: مكتبة النوري.

25. الدر النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم^، يوسف بن حاتم بن فوز المشغري العاملي (ت676ه‍ـ)، الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة ـ إيران.

26. ديوان أبي دهبل الجمحي (رواية أبي عمرو الشيباني)، تحقيق: عبد العظيم عبد المحسن، الناشر: مطبعة القضاء في النجف الأشرف ـ العراق، الطبعة الأُولى، ١٩٧٢م.

27. زهر الآداب وثمر الألباب، إبراهيم بن علي بن تميم الأنصاري أبو إسحاق الحُصري القيرواني (ت٤٥٣هـ)، الناشر: دار الجيل، بيروت ـ لبنان.

28. الطبقات الكبرى (ترجمة الإمام الحسين×)، محمد بن سعد (ت ٢٣٠هـ)، تهذيب وتحقيق: السيّد عبد العزيز الطباطبائي، نشر: مؤسّسة آل البيت^ لإحياء التراث، قم المقدّسة ـ إيران، الطبعة الأُولى، 1416هـ.

29. عوالم العلوم والمعارف والأحوال من الآيات والأخبار والأقوال (الإمام الحسين)، عبد الله بن نور الله البحراني (ت1130هـ).

30. الفتوح، أحمد بن أعثم الكوفي، تحقيق: على شيري، دار الأضواء للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1411هـ/1991م.

31. الفهرست، محمد بن إسحاق المعروف بالنديم، المحقّق: إبراهيم رمضان، الناشر: دار المعرفة، بيروت ـ لبنان.

32. الفوائد الرجالية، السيّد محمد المهدي بن مرتضى بحر العلوم الطباطبائي (ت1212هـ)، تحقيق وتعليق: محمد صادق بحر العلوم وحسين بحر العلوم، الناشر: مكتبة الصادق، طهران ـ إيران، الطبعة الأُولى، 1363هـ.ش.

33. الكافي، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (ت328 أو 329هـ)، تصحيح: علي أكبر الغفاري، الناشر: دار الكتب الإسلامية، طهران ـ
إيران، الطبعة الثالثة، 1389 هـ.ش.

34. كامل الزيارات، أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمّي (ت368هـ)، تحقيق: الشيخ جواد القيّومي، لجنة التحقيق، مؤسّسة النشر الإسلامي، مؤسّسة نشر الفقاهة، الطبعة الأُولى، 1417هـ.

35. الكامل في التاريخ، أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الشيباني المعروف بابن الأثير (ت630هـ)، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت ـ لبنان، 1385هـ/1965م.

36. الكامل في اللغة والأدب، أبو العبّاس محمد بن يزيد المبرّد (ت ٢٨٥هـ)، المحقّق: محمد أبو الفضل إبراهيم، الناشر: دار الفكر العربي، القاهرة ـ مصر، الطبعة الثالثة، ١٤١٧هـ /١٩٩٧م.

37. كتاب كنى الشعراء ومَن غلبت كنيته على اسمه مطبوع ضمن كتاب (نوادر المخطوطات)، أبو جعفر محمد بن حبيب (ت ٢٤٥ هـ)، تحقيق: عبد السلام هارون، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، الطبعة الثانية، ١٣٩٣هـ‍ /١٩٧٢م.

38. الكشف والبيان عن تفسير القرآن (تفسير الثعلبي)، أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعلبي (ت427هـ)، تحقيق: الإمام أبو محمد بن عاشور، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، 1422ه‍ـ /2002م.

39. الكنى والألقاب، الشيخ عبّاس بن محمد رضا القمّي (ت1351هـ)، تقديم: محمد هادي الأميني، مكتبة الصدر، طهران ـ إيران.

40. لسان العرب، أبو الفضل محمد بن مكرم الأنصاري الإفريقي المعروف بابن منظور (ت711هـ)، الناشر: أدب الحوزة، قم المقدّسة ـ إيران، 1405هـ.ق/1363هـ.ش.

41. مثير الأحزان ويليه قرّة العين في أخذ ثار الحسين×، محمد بن جعفر ابن نما الحلّي (ت645هـ)، تقديم: عبد المولى الطريحي، منشورات المطبعة الحيدرية في النجف ـ العراق، 1369هـ/1950م.

42. المجدي في أنساب الطالبيّين، أبو الحسن على بن محمد بن على العلوي العمري النسابة (ت490هـ)، تحقيق: الدكتور أحمد المهدوي الدامغاني، تقديم: آية الله العظمى المرعشي النجفي، نشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامّة، قم المقدّسة ـ إيران، الطبعة الأُولى، 1409ه‍ـ.

43. المجموع اللفيف، محمد بن محمد الأفطسي الطرابلسي (ت بعد ٥١٥هـ) الناشر: دار الغرب الإسلامي، بيروت ـ لبنان، الطبعة الأُولى، ١٤٢٥ هـ.

44. مرقد الإمام الحسين×، تحسين آل شبيب، الناشر: دار الفقه للطباعة والنشر، الطبعة الأُولى، ١٤٢١هـ.

45. مروج الذهب ومعادن الجوهر، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي (ت346 هـ).

46. المعارف، أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت276هـ)، تحقيق: ثروت عكاشة، دار المعارف بمصر، القاهرة ـ مصر، الطبعة الثانية، 1969م.

47. معجم البلدان، أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (ت626هـ)، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثالثة، 1400هـ/1980م.

48. المعجم الكبير، أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت360هـ)، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، دار إحياء التراث العربي، بيروت ـ لبنان، الطبعة الثانية.

49. مقاتل الطالبيّين، علي بن الحسين بن محمد أبو الفرج الإصفهاني (ت356هـ)، قدم له وأشرف على طبعه: كاظم المظفر، الناشر مؤسّسة دار الكتاب للطباعة والنشر، قم المقدّسة ـ إيران.

50. مقالات الإسلاميّين واختلاف المصلّين، علي بن إسماعيل بن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري (ت ٣٢٤هـ)، المحقّق: نعيم زرزور، الناشر: المكتبة العصرية، الطبعة الأُولى، ١٤٢٦هـ/٢٠٠٥م.

51. مناقب آل أبي طالب، أبو عبد الله محمد بن علي بن شهرآشوب السروي المازندراني المعروف بابن شهرآشوب (ت588هـ)، تصحيح: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، الناشر: المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف ـ العراق، 1376هـ/1956م.

52. المنتقى من مسموعات مرو ـ مخطوط، ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن
عبد الواحد المقدسي (ت ٦٤٣هـ).

53. الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري، أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي
(ت ٣٧٠ هـ)، تحقيق د. عبد الله المحارب، الناشر: مكتبة الخانجي، الطبعة الأُولى، ١٩٩٤م.

54. نسب معد واليمن الكبير، أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي
(ت ٢٠٤هـ)، المحقّق: الدكتور ناجي حسن، الناشر: عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية، الطبعة الأُولى، ١٤٠٨هـ /١٩٨٨م.

55. النكت والعيون (تفسير الماوردي)، أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي (ت450هـ)، تحقيق: السيّد بن عبد المقصود بن عبد الرحيم، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت ـ لبنان.

56. نهاية الأرب في فنون الأدب، أحمد بن عبد الوهاب النويري (ت733هـ)، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، المؤسّسة المصرية العامّة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر، القاهرة ـ مصر.

[1] ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارت: ص538.

[2] الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي: ج4، ص582ـ583.

[3] نكلسن، رينولد، تاريخ العرب الأدبي في الجاهلية وصدر الإسلام، ترجمة صفاء خلوصي: ص328.

[4] البحراني، عبد الله بن نور الله، العوالم: ص718.

[5] اُنظر: ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: ج4، ص335. الفيومي، أحمد بن محمد، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير: ج1، ص260.

[6][6] الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الكبير: ج3، ص111.

[7] الثعلبي، أحمد بن إبراهيم، الكشف والبيان عن تفسير القرآن: ج8، ص289.

[8] ابن العديم الحلبي، عمرو بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب، ج6، ص2668. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تعجيل المنفعة: ص167.

[9] ابن عبد البرّ، يوسف بن عبد الله، الاستذكار: ج8، ص552. الثعلبي، أحمد بن إبراهيم، الكشف والبيان عن تفسير القرآن: ج3، ص171. ابن الأثير، علي بن محمد، أُسد الغابة: ج2، ص21.

[10] القيرواني، إبراهيم بن علي، زهر الآداب وثمر الألباب: ج1، ص135. ابن نما الحلّي، محمد بن جعفر، مثير الأحزان: ص88. الأندلسي، محمد بن يوسف، البحر المحيط في التفسير: ج3، ص344.

[11] البخاري، محمد بن جعفر، التاريخ الكبير: ج4، ص33. ابن حبّان، محمد بن حبّان، الثقات: ج4، ص311.

[12] ابن بكّار، الزبير بن بكّار، الأخبار الموفقيّات: ص454.

[13] المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب: ج3، ص64.

[14] الماوردي، علي بن محمد، تفسير الماوردي (النكت والعيون): ج1، ص425.

[15] العلوي العمري، علي بن محمد، المجدي في أنساب الطالبيّين: ص332. الأمين، محسن بن
عبد الكريم، أعيان الشيعة: ج7، ص308.

[16] ابن عبد البرّ، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب: ج1، ص394. ابن الاثير، علي بن محمد، أُسد الغابة: ج2، ص21. البري، محمد بن أبي بكر، الجوهرة في نسب الإمام علي وآله: ص47.

[17] المبرّد، محمد بن يزيد، الكامل في اللغة والأدب: ج1، ص180.

[18] ابن حمدون، محمد بن الحسن، التذكرة الحمدونية: ج4، ص219.

[19] الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام: ج7، ص100.

[20] المبرّد، محمد بن يزيد، الكامل في اللغة والأدب: ج1، ص180.

[21] ابن شهرآشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب: ج3، ص263.

[22] الدينوري، عبد الله بن مسلم، المعارف: ص487.

[23] ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تعجيل المنفعة: ص167.

[24] البخاري، محمد بن إسماعيل، التاريخ الكبير: ج4، ص596.

[25] القمّي، عبّاس بن محمد رضا، الكنى والألقاب: ج1، ص383.

[26] الأمين، محسن بن عبد الكريم، أعيان الشيعة: ج7، ص308.

[27] ابن عبد البرّ، يوسف بن عبد الله، الاستذكار: ج8، ص552.

[28] البخاري، محمد بن إسماعيل، تاريخ البخاري: ج4، ص32.

[29] القمّي، عباس بن محمد رضا، الكنى والألقاب: ج1، ص383.

[30] أبو الفرج الإصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيّين: ص50.

[31] وفي بعض المصادر: «فنظر إلى مصارع شهداء الطفّ فبكى حتّى كاد أن يموت، ثمّ قال...». القمّي، عبّاس بن محمد رضا، الكنى والألقاب: ج1، ص383.

[32] ابن نما الحلّي، محمد بن جعفر، مثير الأحزان: ص89.

[33] اُنظر: الأمين، محسن بن عبد الكريم، أعيان الشيعة: ج1، ص622.

[34] اُنظر: شبّر، جواد بن علي محمد، أدب الطفّ: ج1، ص54.

[35] اُنظر: ابن العديم الحلبي، عمرو بن أحمد، بغية الطلب في تاريخ حلب: ج6، ص2668.

[36] اُنظر: المقدسي، محمد بن عبد الواحد، المنتقى من مسموعات مرو ـ مخطوط: ص188.

[37] اُنظر: أبو الفرج الإصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيّين: ص81.

[38] ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة: ج3، ص298.

[39] اُنظر: الأشعري، علي بن إسماعيل، مقالات الإسلاميّين واختلاف المصلّين: ج1، ص77. الصحاري، سلمة بن مسلم، الأنساب: ص196.

[40] أبو الرميح: هو عُمير ـ أو جندب ـ بن مالك بن حنظب ـ وقيل: حنطب، أو حطب ـ بن عبد شمس بن سعد بن أَبي غنم بن حبيب بن حَبتر، وقيل: ابن السؤدد، أو شوذب. من خزاعة من أهل المدينة، توفّي في حدود سنة 100هـ، وقيل: بقي إلى عام 149هـ، شاعر، رثى الحُسين بن
علي شعراً، وكان مكثراً في رثاء الحسين×، مقلّاً في غيره. اُنظر: الكلبي، محمد بن السائب، نسب معد واليمن الكبير: ج2، ص446. الصحاري، سلمة بن مسلم، الأنساب: ص590. ابن حبيب، محمد بن حبيب، كتاب كنى الشعراء ومَن غلبت كنيته على اسمه (المطبوع ضمن نوادر المخطوطات): ج2، ص286. النديم، محمد بن إسحاق، الفهرست: ص199. الآمدي، الحسن بن بشـر، الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري: ج3، ص241. الأمين، محسن، أعيان الشيعة: ج2، ص380.

[41] أبو دهبل : وهب بن زمعة بن أسد، من أشراف بني جمح بن لؤي بن غالب، من قريش
(ت 63هـ)، أحد الشعراء العشّاق المشهورين، من أهل مكّة، قال المرتضى: هو من شعراء قريش، له ديوان في الشعر، توفّي عام 63هـ. انظر: الأفطسـي، محمد بن محمد، المجموع اللفيف: ص546. الزركلي، خير الدين، الأعلام: ج8، ص125.

[42] الأمين، محسن بن عبد الكريم، أعيان الشيعة: ج7، ص14.

[43] شبّر، جواد بن علي محمد، أدب الطفّ: ج1، ص55.

[44] اُنظر: الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان: ج4، ص36.

[45] اُنظر: أبو دهبل الجمحي، وهب بن زمعة، ديوان أبي دهبل الجمحي (برواية الشيباني): ص60.

[46] الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم الأدباء: ج4، ص36.

[47] اُنظر: ابن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، الفتوح: ج6، ص269. ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق: ج17، ص417.

[48] اُنظر: ابن حجر، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة: ج5، ص88.

[49] اُنظر: ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ: ج4، ص295. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص594.

[50] اُنظر: الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام: ج4، ص192.

[51] اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص586.

[52] المصدر السابق.

[53] النويري، أحمد بن عبد الوهاب، نهاية الأرب في فنون الأدب: ج21، ص68.

[54] الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص586.

[55] ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى (ترجمة الإمام الحسين×): ص93.

[56] اُنظر: ابن أعثم الكوفي، أحمد بن أعثم، الفتوح: ج5، ص73ـ 74.

[57] الكهف:الآية51.

[58] الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين: ج3، ص269.

[59] ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى (ترجمة الإمام الحسين): ص93.

[60] اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص588.

[61] اُنظر: النويري، أحمد بن عبد الوهاب، نهاية الأرب في فنون الأدب: ج21، ص71ـ 73.

[62] اُنظر: ابن نما الحلّي، جعفر بن محمد، ذوب النضّار: ص131.

[63] اُنظر: الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص587.

[64] بحر العلوم، محمد المهدي بن مرتضى، الفوائد الرجالية: ج1، ص327ـ 328.

[65] اُنظر: البغدادي، عبد القادر بن عمر، خزانة الأدب: ج2، ص159.

[66] اُنظر: الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال: ص250.

[67] البغدادي، عبد القادر بن عمر، خزانة الأدب: ج2، ص139.

[68] اُنظر: العاملي المشغري، يوسف بن حاتم، الدر النظيم: ص55.

[69] اُنظر: آل الشبيب، تحسين، مرقد الإمام الحسين×: ص103.

[70] اُنظر: آل نصر الله، عبد الصاحب بن ناصر، تاريخ كربلاء: ج2، ص116.

[71] الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأُمم والملوك: ج4، ص359. واُنظر: النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب: ج21، ص69.

[72] اُنظر: ابن أعثم، أحمد بن أعثم، الفتوح: ج6، ص271.

[73] المصدر السابق: ج5، ص78.

[74] ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى (ترجمة الإمام الحسين×): ص94.

[75] ابن نما الحلّي، جعفر بن محمد، ذوب النضّار: ص85.

[76] البحراني، عبد الله بن نور الله، العوالم (الإمام الحسين): ص543.

[77] سبط ابن الجوزي، يوسف بن قزغلي، مرآة الزمان في تاريخ الأعيان: ج8، ص178.

[78] اُنظر: البخاري، محمد بن إسماعيل، التاريخ الكبير: ج6، ص441.

[79] اُنظر: ابن حبّان، محمد بن حبّان، الثقات: ج8، ص499.

[80] اُنظر: البخاري، محمد بن إسماعيل، التاريخ الكبير، ج6، ص441. الرازي، عبد الرحمن بن أبي حاتم، الجرح والتعديل: ج6، ص315.

[81] اُنظر: ابن أبي شيبة الكوفي، عبد الله بن محمد، المصنّف: ج7، ص560.

[82] اُنظر: البيهقي، أحمد بن الحسين، السنن الكبرى: ج4، ص209.

[83] الشيخ المفيد، محمد بن محمد، الأمالي: ص324. الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي: ص93.

[84] اُنظر: المشغري العاملي، يوسف بن حاتم، الدرّ النظيم: ص574.

[85] اُنظر: سبط ابن الجوزي، يوسف بن قزغلي، مرآة الزمان في تاريخ الأعيان: ج8، ص178. سبط ابن الجوزي، يوسف بن قزغلي، تذكرة الخواص: ص341.

[86] اُنظر: التستري، جعفر بن حسين، الخصائص الحسينية: ص249.

[87] اُنظر: الشهرستاني، صالح، تاريخ النياحة على الإمام الشهيد الحسين بن علي÷: ج1، ص102.

[88] اُنظر: المصدر السابق.

[89] اُنظر: شبّر، جواد بن علي محمد، أدب الطفّ: ج1، ص52.

[90] الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجّد: ص787. الحلّي، علي بن يوسف، العدد القوية لدفع المخاوف اليومية: ص219. المجلسي، محمد باقر، ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار: ج9، ص125.

[91] نظر: المفيد، محمد بن محمد، مسار الشيعة إلى مختصر تواريخ الشريعة: ص46.

أوّل مَن زار الإمام الحسين(عليه السلام) دراسة تاريخية تحليلية